متابعة: نازك عيسى
يعمل باحثون من كلية “يونغ لو لين” للطب في الجامعة الوطنية في سنغافورة على تطوير علاج جديد يمكن أن يشكل خطوة رائدة في علاج مرضى الصرع، وخاصة أولئك المصابين بنوع نادر من هذا الاضطراب ناتج عن طفرة وراثية.
يقود هذا البحث الأستاذ المساعد هوانغ هوا من قسم علم وظائف الأعضاء، حيث يختبر فريقه علاجاً جينياً مبتكراً يستهدف طفرة معينة في جين KCNA2، المرتبط بحدوث نوبات صرع متكررة وشديدة. يعتمد هذا العلاج التجريبي على آلية تعمل على استهداف الحمض النووي الريبي المعيب وتفكيكه، مع الحفاظ على الوظائف الطبيعية للجين.
وقد أظهر العلاج قدرة ملحوظة على استعادة تدفق أيونات البوتاسيوم في الخلايا العصبية، وهو ما يعتبر أمراً بالغ الأهمية لتنظيم نشاط الدماغ، من خلال معالجة الطفرة الجينية المسؤولة.
ويشرح الأستاذ المساعد هوانغ قائلاً: “يحدث الصرع عادة بسبب فرط نشاط الخلايا العصبية، وعلاجنا يهدف إلى إصلاح الآلية التي تتحكم في تدفق البوتاسيوم في الدماغ، مما يساهم في تهدئة الخلايا العصبية المفرطة النشاط وتقليل عدد النوبات.”
ورغم أن البحث لا يزال في مراحله المبكرة وتم اختباره فقط على عينات من الخلايا، إلا أن النتائج التي نُشرت في دورية العلاج الجزيئي – الأحماض النووية تبعث الأمل في تقديم علاج فعال للمرضى الذين يعانون من الصرع الوراثي الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية.