متابعة بتول ضوا
في ظل الاحتفال باليوم العالمي للطفلة، تبرز مخاوف جديدة تهدد خصوصية الأفراد، خاصة مع التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. وتأتي تجربة طلاب جامعة هارفارد في تعديل نظارات ميتا الذكية لتضيف بُعدًا جديدًا لهذه المخاوف.
التجربة المثيرة للجدل
أثارت تجربة طلاب جامعة هارفارد في دمج برنامج التعرف على الوجه “PimEyes” مع نظارات ميتا الذكية موجة من الجدل حول إمكانية استغلال هذه التكنولوجيا لأغراض تتجاوز نطاقها الأصلي. فبفضل هذا التعديل، أصبح من الممكن تحديد هوية الأشخاص، وجمع معلومات شخصية حساسة عنهم، مثل عناوينهم وأرقام هواتفهم، وذلك بمجرد النظر إليهم.
تهديد الخصوصية
تثير هذه التجربة تساؤلات جدية حول مستقبل الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي. فمن جهة، تفتح هذه التكنولوجيا آفاقًا جديدة في مجالات مثل الرعاية الصحية والأمن. ولكن من جهة أخرى، تفتح الباب أمام العديد من المخاطر، مثل:
المراقبة: يمكن استغلال هذه النظارات لمراقبة الأفراد وتتبع تحركاتهم دون موافقتهم.
الابتزاز: يمكن استخدام المعلومات الشخصية التي يتم جمعها لابتزاز الأفراد أو تهديدهم.
انتهاك الخصوصية: يمكن لهذه التكنولوجيا أن تنتهك حق الأفراد في الخصوصية، وهو حق أساسي مكفول بالقانون الدولي.
دور الشركات التقنية
تقع على عاتق الشركات التقنية، مثل ميتا، مسؤولية كبيرة في ضمان استخدام تكنولوجياتها بشكل آمن وأخلاقي. يجب على هذه الشركات تطوير آليات حماية قوية للبيانات الشخصية، وتوضيح كيفية استخدام هذه البيانات، والحصول على موافقة المستخدمين قبل جمع أي معلومات عنهم.
دعوة إلى الحوار
يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي واسع حول الآثار المترتبة على تطوير هذه التكنولوجيات. يجب أن يشمل هذا الحوار الخبراء في مجال التكنولوجيا، والسياسيين، والمجتمع المدني، والأفراد العاديين. الهدف من هذا الحوار هو وضع إطار قانوني وأخلاقي واضح لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وضمان أن يتم استخدامه لصالح البشرية جمعاء.