متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة حديثة عن تفاصيل جديدة تتعلق بالعلاقة بين الحمل وتغيرات في مناطق معينة من دماغ المرأة. وصف الباحثون نتائج الدراسة بأنها تمثل خريطة شاملة في مجال لم يُستكشف بشكل كافٍ من قبل.
وفقاً للدراسة، لوحظ أن حجم بعض المناطق في الدماغ قد يتقلص خلال فترة الحمل، لكن هذه المناطق تصبح أكثر ترابطًا فيما بينها، بينما تظل بعض المناطق الأخرى دون تأثير في الانتقال إلى مرحلة الأمومة.
تقول الدكتورة إميلي جاكوبس، الأستاذة المساعدة في قسم العلوم النفسية والدماغية بجامعة كاليفورنيا، إن نتائج الدراسة تُعطي لمحة أولية عن التحولات العصبية المرتبطة بصحة المرأة الحامل. وتشير إميلي إلى أنهم لاحظوا بحلول الأسبوع التاسع من الحمل انخفاضًا واسع النطاق في حجم “المادة الرمادية” وسُمك القشرة المخية لدى النساء المشاركات في الدراسة، خاصة في مناطق مرتبطة بالشبكة الافتراضية، التي تُعنى بالوظائف المعرفية الاجتماعية.
تُعتبر المادة الرمادية نسيجًا دماغيًا أساسيًا يتحكم في الأحاسيس والوظائف مثل الكلام والتفكير والذاكرة. كما أظهرت الفحوصات زيادة في السائل النخاعي وبنية المادة البيضاء خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وكلها مرتبطة بارتفاع مستويات هرموني الإستراديول والبروجسترون.
اعتمدت الدراسة على تقنيات التصوير الدقيقة لفهم كيفية استجابة الدماغ للتغيرات الرئيسية التي تحدث في “الغدد الصماء العصبية”، وهي مجموعة الغدد المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تلعب دورًا كبيرًا في عمليات النمو والتكاثر والأيض.
تأثير الهرمونات على الحالة النفسية
لتسليط الضوء على هذه النتائج، وصف الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية ومُختص في أمراض الجهاز العصبي بجامعة روما، نتائج الدراسة بأنها “مهمة”. وأكد وجود صلة أساسية بين الحمل والخلايا المرتبطة بالجهاز العصبي، والهرمونات التي تؤدي وظائف رئيسية.
وأوضح عودة أن مرحلة الحمل تشهد ارتفاعًا كبيرًا في مستويات هرمونات معينة لدى المرأة، مما يؤدي إلى زيادة في تركيز الدم بسبب انقطاع الطمث وعدم فقدان السوائل. ونتيجة لذلك، لا تفقد المرأة كميات كبيرة من الأكسجين أو الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحتوي على الحديد ويتصل بالدماغ، مما يؤثر إيجابيًا على صحتها.
وعلى النقيض، أشار عودة إلى أن الحالة المزاجية والنفسية للمرأة خلال فترة الحيض يمكن أن تكون صعبة، حيث تشعر بالألم في العمود الفقري والرقبة. وأوضح أن هذه الحالة تعود إلى الارتفاع والانخفاض في مستويات الهرمونات، مما يؤثر على مزاج المرأة وتركيزها ودرجة فهمها.