متابعة: نازك عيسى

تشتهر مادة توكسين البوتولينوم، أو البوتوكس كما تُعرف على نطاق واسع، بقدرتها على إزالة التجاعيد. لكن إخفاء خطوط الوجه لم يكن السبب الذي دفع العلماء الأوائل إلى تجربة هذه المادة.

استُخدم البوتوكس لأول مرة طبياً في سبعينيات القرن العشرين بواسطة طبيب العيون الأمريكي آلان سكوت لمساعدة المرضى الذين يعانون من الحول. لاحظ الطبيب أنه عند حقنه حول العين، لم يساعد فقط في علاج الحول، بل قلل أيضًا من التجاعيد والخطوط.

كان هناك اهتمام كبير بهذا الاكتشاف، ومع ذلك، لم تتم الموافقة على استخدامه التجميلي من قبل الجهات التنظيمية حتى عام 2002. اليوم، يتم إعطاء ما يقرب من 9 ملايين حقنة بوتوكس حول العالم لتقليل التجاعيد، وفقًا لإحصاءات 2023.

يستخدم البوتوكس أيضًا لعلاج الحالات التالية:

اضطرابات العين:

يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات العين مثل الحول وتشنج الجفن الاستفادة من حقن البوتوكس.

التعرق المفرط:

في حين أن التعرق هو وظيفة أساسية في الجسم لتنظيم درجة الحرارة، إلا أن التعرق المفرط يمكن أن يكون محرجًا وغير مريح. يمكن أن تحدث هذه الحالة، المعروفة باسم فرط التعرق، بسبب عوامل مثل السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية أو انقطاع الطمث. يلجأ بعض المصابين بالتعرق المفرط إلى حقن البوتوكس التي تخدر الأعصاب التي تحفز التعرق، مما يقلل من كمية العرق المنتجة. يتم تكرار الحقنة كل أربعة أشهر.

الصداع النصفي:

يعاني بعض المصابين بالصداع النصفي من أعراض منهكة تمنعهم من ممارسة أنشطتهم اليومية. تساعد حقن البوتوكس في منع الصداع النصفي لدى من يعانون منه بانتظام (8 أيام على الأقل شهريًا) والذين لم تنجح معهم العلاجات الأخرى. يمنع البوتوكس إشارات الألم في الدماغ، مما يخفف أو يمنع هذه النوبات. عادة ما تكون الحقن ضرورية كل 12 أسبوعًا.

فرط نشاط المثانة:

تخلق المثانة المفرطة النشاط الحاجة إلى التبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص. في حين أن تمارين قاع الحوض وبعض الأدوية يمكن أن تساعد، إلا أنها لا تعمل دائمًا مع الجميع. حقن البوتوكس هي بديل لعلاج توتر عضلات المثانة.

عدم التجشؤ:

متلازمة عدم التجشؤ ليست مشكلة شائعة، لكنها محزنة لمن يعانون منها. الذين لا يستطيعون التجشؤ لديهم حالة نادرة تُعرف باسم خلل العضلة الحلقية البلعومية الرجعي أو “متلازمة عدم التجشؤ”. في هذه الحالة، لا تتمكن العضلات الموجودة في الرقبة من الاسترخاء، مما يمنع الجسم من إخراج فقاعات الهواء. يستخدم البوتوكس الآن لمساعدة هذه الحالة عن طريق استرخاء العضلات في الرقبة.

الاكتئاب:

يمكن استخدام البوتوكس أيضًا لعلاج الاكتئاب طويل الأمد لدى من لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى. أشارت العديد من الدراسات إلى أن المرضى المصابين بالاكتئاب الذين تلقوا حقن البوتوكس لاحظوا تحسنًا في حالتهم المزاجية. يعتقد بعض العلماء أن هذا قد يكون له علاقة بتأثير عضلات الوجه وتعبيرات الوجه على الحالة المزاجية، حيث يخدر البوتوكس هذه العضلات، مما يرسل إشارات معينة إلى الدماغ تعمل على تحسين الحالة المزاجية.