اكتشاف فصيلة النمل الأبيض التي تفجر نفسها لحماية مستعمرتها يعدّ قفزة نوعية في فهمنا لسلوك الحشرات والتطور البيولوجي. هذا الاكتشاف الغريب يفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي، ويطرح تساؤلات مثيرة حول تطور السلوك الاجتماعي المعقد لدى الحشرات.
آلية التفجير: سلاح بيولوجي دقيق
كما ذكرنا سابقًا، تعتمد آلية التفجير على تفاعل كيميائي معقد يحدث داخل جسم النملة. الإنزيم “اللاكاز الأزرق” هو المفتاح لهذا التفاعل، حيث يتحول عند التنشيط إلى مادة متفجرة قوية. ولكن، ما الذي يجعل هذا الإنزيم مستقرًا داخل جسم النملة دون أن ينفجر قبل الأوان؟ الإجابة تكمن في بنية الإنزيم المعقدة، والتي تمنعه من التفاعل مع المواد الأخرى إلا في الظروف المناسبة.
دور العمر والاجتماع:
* النمل الأكبر سنًا: يلاحظ الباحثون أن النمل الأكبر سنًا هو الذي يحمل أكبر كمية من الإنزيم المتفجر. هذا يدل على وجود توزيع للأدوار داخل المستعمرة، حيث يتحمل الأفراد الأكبر سنًا المسؤولية الأكبر في الدفاع عن المستعمرة.
* التضحية من أجل المجموعة: يمكن تفسير هذا السلوك بأنه شكل من أشكال التضحية من أجل المجموعة. النمل الأكبر سنًا، الذي قد تكون قدرته على أداء المهام اليومية قد تراجعت، يجد في التضحية بنفسه طريقة للحفاظ على بقاء المستعمرة.
يفجر نفسه من أجل الجماعة.. ماذا تعرف عن النمل الأبيض الانتحاري؟
تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي