متابعة: نازك عيسى
في تصعيد جديد للتوترات بين إسرائيل وإيران، تبادل الطرفان التهديدات بعد هجوم صاروخي واسع النطاق شنته إيران انتقامًا لاغتيال زعيمي “حزب الله” و”حماس”، وسط تأييد أمريكي حذر لأي رد إسرائيلي محتمل. الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعرب عن عدم دعمه لشن هجوم على المواقع النووية الإيرانية، مضيفًا أن المزيد من العقوبات ستفرض على إيران قريبًا، وأشار إلى أنه يعتزم التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول الأمر.
نتنياهو رد على الهجوم الإيراني قائلاً: “إيران ارتكبت خطأً فادحًا وستدفع الثمن”. من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مؤتمر صحفي بالدوحة مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن إيران “لا تسعى للحرب”، لكنها سترد “بقسوة أكبر” إذا ردت إسرائيل على الهجوم. وأكد رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد باقري، أن الهجوم سيتكرر بقوة أكبر إذا ردت إسرائيل، مشيرًا إلى أن كل البنى التحتية الإسرائيلية ستكون هدفًا.
وعلى الرغم من التحذيرات، لا يبدو أن الأمور تتجه نحو تهدئة، حيث يرى المحلل السياسي جوردان باركين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لديه سجل حافل بالردود السريعة والقاسية، مما يزيد من احتمالية تفاقم الأزمة. في الوقت ذاته، توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالهجوم الإيراني، إذ دعمت دول عدة في مجلس الأمن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد أن تعرض لانتقادات شديدة من إسرائيل لعدم إدانته الهجوم الإيراني بشكل واضح.
وفي خطوة تصعيدية، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن غوتيريش غير مرحب به في إسرائيل، مشيرًا إلى أن تصريحاته لم تكن حاسمة بما يكفي في إدانة الهجوم الإيراني. ومع ذلك، أعرب سفراء بريطانيا وفرنسا وروسيا وكوريا الجنوبية وعدة دول أخرى عن دعمهم لغوتيريش خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن.
دوليًا، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن الهجوم الإيراني يهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، فيما استدعت كل من ألمانيا والنمسا ممثلي الدبلوماسية الإيرانية احتجاجًا على التصعيد. الاتحاد الأوروبي عبر عن إدانة قوية للهجوم، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار، في حين أكدت الولايات المتحدة أنها ستنسق مع إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني. من جهتها، أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء التوترات المتصاعدة، بينما أكدت روسيا أنها على اتصال مع كافة الأطراف، محاولة منع تفاقم الوضع.