متابعة بتول ضوا

التنمر الزوجي، هذا الوحش الخفي الذي يتسلل إلى حياة الكثير من النساء، تاركًا وراءه جروحًا عميقة لا تندمل بسهولة. إنه شكل من أشكال العنف الأسري الذي يعتمد على التسلط النفسي والعاطفي، ويهدف إلى تحطيم ثقة الضحية بنفسها وإخضاعها لإرادة المتنمر. ولكن، هل من الممكن وضع حد لهذا العنف الخفي واستعادة القوة المسلوبة؟ الإجابة هي نعم، ولكنها تتطلب شجاعة وإرادة قوية.

ما هو التنمر الزوجي؟

التنمر الزوجي هو سلوك متكرر ومتعمد يهدف إلى إلحاق الأذى بالشريك، سواء كان ذلك أذى جسدي أو نفسي أو عاطفي. قد يتخذ هذا السلوك أشكالاً مختلفة، مثل:

• الإهانات والشتائم: استخدام لغة مهينة وساخرة للتقليل من شأن الشريك.
• التحكم: فرض الرأي والسيطرة على جميع جوانب حياة الشريك.
• العزلة: عزل الشريك عن عائلته وأصدقائه.
• التخويف والتهديد: استخدام القوة أو التهديد بالعنف لإخضاع الشريك.
• السيطرة المادية: التحكم في المال والموارد المالية.

أسباب التنمر الزوجي:

أسباب التنمر الزوجي متعددة ومعقدة، وقد تشمل:

• تربية خاطئة: نشأة المتنمر في بيئة عنيفة أو تشجع على التسلط.
• اضطرابات شخصية: وجود اضطرابات نفسية مثل النرجسية أو الشخصية الحدية.
• رغبة في السيطرة: شعور المتنمر بالحاجة إلى السيطرة على الآخرين.
• عدم المساواة بين الجنسين: معتقدات خاطئة حول دور الرجل والمرأة في العلاقة.

كيف تتعاملين مع التنمر الزوجي؟

التعامل مع التنمر الزوجي ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس مستحيلاً. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

• اعترفي بوجود المشكلة: الخطوة الأولى هي الاعتراف بأنكِ تعانين من التنمر الزوجي.
• ابحثي عن الدعم: تحدثي مع شخص تثقين به، سواء كان صديقًا أو أحد أفراد العائلة أو متخصصًا نفسيًا.
• وثقي الأدلة: قومي بتدوين الحوادث التي تعرضتِ لها كدليل.
• ضعي خطة للسلامة: حددي أماكن آمنة يمكنك اللجوء إليها في حالة الطوارئ.
• ابحثي عن مساعدة قانونية: استشيري محاميًا متخصصًا في قضايا العنف الأسري.
• اعتني بنفسك: ركزي على صحتك النفسية والجسدية، ومارسي الأنشطة التي تحبينها.
• الخروج من العلاقة السامة: في بعض الحالات، قد يكون الخروج من العلاقة هو الحل الأمثل. قد يكون هذا القرار صعبًا، ولكن تذكري أنكِ تستحقين حياة سعيدة وآمنة.

الوقاية من التنمر الزوجي:

يمكن الوقاية من التنمر الزوجي من خلال:

• التعليم والتوعية: نشر الوعي بأشكال العنف الأسري وحقوق المرأة.
• دعم الضحايا: توفير الدعم النفسي والقانوني للضحايا.
• تغيير القوانين: سن قوانين صارمة تعاقب مرتكبي العنف الأسري