متابعة: نازك عيسى

أظهرت دراسة حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات والمُعالجة بشكل كبير، والتي تعتبر شائعة في الوقت الحاضر، قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 20%. ووفقاً للباحثين فإن معدل انتشار مرض السكري من النوع الثاني مستمر في الزيادة، رغم الجهود العالمية المبذولة في مجال الصحة العامة، حتى في البلدان المتقدمة.

وأوضحت البروفيسور باربورا دي كورتن، من قسم الطب بجامعة “موناش” والمشاركة في الدراسة، أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المُعالجة ومنخفضة الألياف والغنية بالسكريات المكررة لا تؤدي فقط إلى زيادة الوزن، بل تسهم أيضاً في زيادة إفراز الأنسولين ومقاومته، ما يعزز احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري على المدى الطويل، وذلك من خلال تأثيره في زيادة السمنة وربما نتيجة لزيادة استهلاك الدهون والأطعمة المنخفضة الألياف.

الدراسة شملت سكاناً من أوروبا وآسيا، واعتمد الباحثون على بيانات من دراسة مجموعة “ملبورن” التعاونية (MCCS) التي شملت 39,185 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، حيث تم جمع البيانات بين عامي 1990 و1994، ومتابعة المشاركين لمدة تصل إلى 17 عاماً. من خلال هذه البيانات، قام الباحثون بتحليل العلاقة بين اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ومعدلات الإصابة بمرض السكري في مراحل لاحقة من الحياة.

تم حساب “درجة النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات” من خلال نسبة الطاقة التي يحصل عليها المشاركون من الكربوهيدرات، الدهون، والبروتينات في نظامهم الغذائي. وكشفت النتائج أن هذه الأنظمة قد تزيد من خطر الإصابة بالسكري على المدى الطويل، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى المحتوى العالي من الدهون في هذه الأنظمة، خاصة الدهون غير المشبعة.

وأضاف الباحثون أن تقليل الكربوهيدرات وحده ليس الحل الأمثل، بل يجب النظر في استبدال أو إضافة عناصر غذائية أخرى لتعزيز التوازن الغذائي.