افتتح سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، منتدى الشارقة للاستثمار، في دورته السابعة، الذي ينظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، تحت شعار «رؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية»، وذلك في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.
كان في استقبال سموه لدى وصوله الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب صاحب السمو الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي، مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، وعدد من المسؤولين وضيوف المنتدى من المستثمرين وكبار الشخصيات والمتحدثين من الإمارات والعالم.
ويهدف المنتدى، الذي يستمر على مدى يومين، إلى مناقشة العديد من الموضوعات والفرص الاقتصادية بمشاركة أكثر من 80 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، وما يزيد على 100 فعالية متخصصة.
رخصة تجارية
وشهد سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، إصدار أول رخص تجارية في العالم يتم إتمام إجراءاتها بالكامل عبر تقنية الذكاء الاصطناعي في مدة لا تتجاوز 5 دقائق منذ بدء الطلب حتى استلام الرخصة.
جرى إطلاق الرخصة الجديدة في جناح مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة» خلال فعاليات الدورة السابعة من منتدى الشارقة للاستثمار، ويأتي الإعلان عن إطلاق الرخصة بتعاون مشترك بين مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة»، وشركة «مايكروسوفت» والمنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر.
وسيبدأ العمل في إصدار التراخيص عبر تقنية الذكاء الاصطناعي في الشارقة عبر مركز الشارقة لخدمات المستثمرين «سعيد»، ومدينة الشارقة للنشر، كما ستتاح الخدمة لإصدار تراخيص في أكثر من منطقة حرة في الشارقة خلال الفترة المقبلة.
وبموجب الرخصة الجديدة، يصبح «استثمر في الشارقة» وكالة الترويج الاستثماري الأولى في العالم التي تمتلك نظاماً لإصدار التراخيص التجارية بتقنية الذكاء الاصطناعي، ما يعزز من دوره في استقطاب الاستثمارات والمستثمرين ومد جسور التعاون وتبادل الاستثمارات بين أسواق المنطقة والعالم، في حين تحقق «مدينة الشارقة للنشر» سبقاً نوعياً في ترسيخ مكانتها بوصفها أول منطقة حرة تستخدم الذكاء الاصطناعي في إصدار التراخيص.
تطور اقتصادي
وألقى معالي عبدالله بن طوق المري، كلمة أثنى فيها على القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي شهدت الإمارة في ظل توجيهات سموه تطوراً اقتصادياً واجتماعياً ملحوظاً وأصبحت وجهة رائدة للأعمال والاستثمار، ما أسهم في تعزيز مكانة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي.
وتناول معاليه الأسس التي يقوم عليها اقتصاد الدولة، لافتاً إلى أهمية تنويعه ودعم التوسع في قطاعاته الجديدة، قائلاً: لقد عملت الجهود الوطنية بصورة متواصلة على تنويع الاقتصاد الوطني، ودعم التوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد، ليصبح اليوم القطاع غير النفطي للدولة يستحوذ على نحو 74 % من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يجسد حجم التقدم في مسار التنوع الاقتصادي، كما حرصنا على تعزيز بيئة ملائمة للابتكار والاستثمار، وتشجيع رواد الإعمال على تأسيس الشركات الناشئة، حتى أصبحت نتائج اقتصادنا الوطني تتحدث عن نفسها وتحقّق مؤشرات قوية أشادت بها تقارير المؤسسات العالمية.
واستعرض معاليه إحصائيات وأرقام نمو الاقتصاد الإماراتي في الربع الأول 2024، والناتج غير النفطي، والتراخيص التجارية التي بلغت 900000 ترخيص تجاري، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، إلى جانب التجارة الخارجية غير النفطية للدولة التي تسجل إنجازات جديدة عاماً بعد عام، حيث وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 1.4 تريليون درهم في النصف الأول 2024.
وتناول معاليه المقومات الاقتصادية والاستثمارية التي تتمتع بها الشارقة، مشيراً إلى أن الإمارة قوة رئيسية في التنوع الاقتصادي لدولة الإمارات حيث يأتي ما يقرب من 96 % من نشاطها الاقتصادي من القطاعات غير النفطية مثل الزراعة وصيد الأسماك والخدمات الغذائية والأنشطة المالية والتأمين، إلى جانب تمتع الإمارة ببيئة أعمال ريادية تتميز باحتضانها لأصحاب المشاريع الناشئة المبتكرة وأصحاب المواهب والمخترعين، وتوفر نظام تعليم متقدم عبر وجود العديد من الجامعات المرموقة التي تكرس جهودها لتوفير تعليم عالمي المستوى وتعزيز الابتكار.
مستقبل مستدام
وكان أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، قد استهل افتتاح المنتدى بكلمة أكد فيها أن صناعة مستقبل اقتصادي مستدام ومستقر هي وظيفة الهيئات والمؤسسات والشركات المسؤولة والحكيمة، ووظيفة المجتمعات بكافة مكوناتها أيضاً، وأن تغيير العالم يحتاج الغاية الصادقة والخطط الملائمة والقدرة على التأثير.
وقال: تحت قيادة وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، حققت الإمارة نقلات نوعية في تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة والاقتصاد الدائري، على المستوى الاقتصادي، وفي مستوى الجاذبية للاستثمارات المحلية والأجنبية، وهي منجزات تعكس ريادة الإمارات، وبشكل خاص في نمو القطاعات الحديثة، والتنافسية العالية للبنية التحتية الرقمية، وعدد الشركات الأجنبية العاملة في أسواقها، إلى جانب أن لها دلالات كبرى على أن الإمارات في قلب مسيرة التحول نحو الاقتصادات الذكية المستدامة، وأنها الخيار الأمثل للاستثمار في هذه التحولات.
وتناول محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمركز الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، في كلمته، المسيرة العالمية للاقتصاد، الذي حقق قفزات نوعية تحويلية وشهد محطات تغيرت خلالها السمات التي يتميز بها، حيث أصبحت هذه المحطات أكثر تقارباً، والتحولات أكثر سرعة، مؤكداً أن أفضل أسواق الاستثمارات في مرحلة تشكل الاقتصاد الذكي هي الأسواق التي تمتلك الجاهزية والقدرة على مواكبة مسيرة التطور والابتكار، وتمتلك البنية التحتية الرقمية ولديها مشاريع واستراتيجيات مستقبلية طموحة.
وأشار إلى أهمية الاتجاه نحو الاقتصاد الذكي لضمان حلول مستقبلية متنوعة تبرز جودة الحياة، قائلاً: قرار الاستثمار الآن يسهم في تحديد هوية اقتصاد المستقبل، الذي يحمي المناخ والموارد والبيئة، ويحفظ الصحة العامة، ويدعم التنمية الاجتماعية، هو الاقتصاد الذي يقترح حلولاً لتحديات الصحة والتعليم والرفاه، ويحقق استقرار الأسواق، وهو الاقتصاد الذي يقلص الأزمات ويعالجها.
وأكد خبير رأس المال الاستثماري فوسي ثيمبكوايو، أن نجاح العمل في الأسواق الناشئة يتطلب الالتزام بخمسة مبادئ أساسية، وهي مبدأ التميز والابتكار، والغاية أو الهدف الجوهري، وفهم سيكولوجية الحافز، والاعتماد في تقديم الخدمات أو المنتجات على النوع وليس الكم، وأخيراً الاستثمار في تأثير الإيمان والثقة.
وقال في كلمة رئيسية إن التقلبات التي تشهدها الأسواق الناشئة مرتبطة بتدفقات الاستثمارات ورأس المال وسلاسل التوريد والإمداد، إلا أن أرباح الأسواق الناشئة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث من المتوقع أن ترتفع بنسبة تتراوح بين 15 % و18 % خلال العامين الجاري والمقبل، ما يجعل الاستثمار في الأسواق الناشئة فرصة لإنقاذ الاقتصاد العالمي.
استثمارات
أكد عبد العزيز أحمد الشامسي مدير عام دائرة التسجيل العقاري في إمارة الشارقة، أن الدائرة نجحت في استخدام معطيات هذه الثورة الجديدة، من خلال توفير حلول ذكية للتحديات التي تواجه المستثمرين، مُركزةً على التحول الإلكتروني، وأتمتة منظومة العمل، بهدف تقديم خدمات عصرية وإبداعية مبتكرة، تسهل عمل المستثمرين، وتسهم في جذب المزيد منهم، إذْ استقطب القطاع العقاري في الإمارة مستثمرين من 100 جنسية أجنبية مختلفة، خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة نمو 22 %، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
حلول ذكية
وناقش عدد من المسؤولين وقادة الأعمال أهمية الحلول الذكية ودورها في حماية الأمن الغذائي، مشيرين إلى أن هذا الملف في الإمارات يحظى باهتمام كبير واستثنائي من القيادة الرشيدة، ويشهد تكاملاً وتعاوناً من مختلف الجهات ذات الصلة، الأمر الذي عزّز من البحث والتطوير في مجال الأمن الغذائي في مختلف إمارات الدولة. جاء ذلك في جلسة بعنوان «تعزيز الأمن الغذائي من خلال الحلول الذكية»، خلال فعاليات المنتدى وشارك فيها الدكتور المهندس خليفة الطنيجي، رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بالشارقة.