متابعة بتول ضوا
تخيل عالماً حيث يتم تنزيل فيلم كامل في لمح البصر، وتتحقق عمليات البحث الفورية دون أي تأخير. هذا هو الوعد الذي تقدمه شبكات الجيل السادس (6G) القادمة. ولكن، هل هناك ثمن باهظ ندفعه مقابل هذه السرعة الخارقة؟ يحذرنا الخبير التقني إيدي بول من عواقب وخيمة قد تترتب على هذه الثورة التكنولوجية، أبرزها استنزاف سريع لبطاريات هواتفنا الذكية…
تعد شبكات الجيل السادس، التي من المتوقع أن ترى النور بحلول عام 2030، قفزة نوعية في عالم الاتصالات. فسرعتها الخارقة، التي تفوق سرعة الجيل الخامس بأكثر من 100 مرة، تفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات التكنولوجية، من السيارات ذاتية القيادة إلى الجراحات عن بعد.
ولكن، وراء هذا اللمعان، تكمن تحديات كبيرة. فوفقاً للخبير التقني إيدي بول، فإن هذه السرعة الفائقة تتطلب كميات هائلة من الطاقة، مما يؤدي إلى استنزاف سريع لبطاريات الأجهزة الإلكترونية، وخاصة الهواتف الذكية. تخيل أن بطارية هاتفك قد تستنفد في غضون 30 دقيقة فقط أثناء استخدام شبكة الجيل السادس!
لماذا يحدث ذلك؟
تكمن المشكلة في أن الأجهزة الحالية غير مصممة لتحمل هذه المستويات العالية من استهلاك الطاقة. فالجيل السادس يتطلب أنظمة تردد راديوي متقدمة جديدة، وهو ما يتطلب بدوره تطوير أجهزة إلكترونية أكثر كفاءة.
من سيستفيد من الجيل السادس؟
على الرغم من هذه التحديات، من المتوقع أن تستفيد قطاعات محددة بشكل كبير من شبكات الجيل السادس، مثل:
- مراكز البيانات: لتلبية احتياجات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
- السيارات ذاتية القيادة: لتوفير اتصالات فائقة السرعة والاعتمادية بين السيارات والمركز.
- المستشفيات: لإجراء الجراحات عن بعد بدقة عالية.
مستقبل غير مؤكد:
يبقى السؤال: هل سنتمكن من التغلب على تحديات الطاقة واستنزاف البطاريات؟ الإجابة ليست واضحة حتى الآن. فمن جهة، تعمل الشركات المصنعة على تطوير بطاريات أكثر كفاءة، ومن جهة أخرى، يسعى الباحثون إلى تطوير تقنيات جديدة لتقليل استهلاك الطاقة في الأجهزة الإلكترونية.