متابعة: نازك عيسى

أظهرت دراسة حديثة أن السيطرة السريعة على مستوى السكر في الدم بعد تشخيص سكري الحمل يمكن أن تقلل من احتمالية إصابة الأطفال بالسمنة في مرحلة الطفولة، ليكونوا في نفس مستوى الأطفال المولودين لأمهات لم يعانين من سكري الحمل.

إن سكري الحمل يؤثر على 14% من النساء الحوامل حول العالم، ويعتبر أكثر شيوعاً بين النساء اللواتي يعانين من السمنة أو لديهن تاريخ عائلي مع مرض السكري. وعلى الرغم من أن سكري الحمل يختفي عادة بعد الولادة، إلا أنه قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية أثناء الحمل وبعده.

تشمل هذه المضاعفات زيادة خطر إصابة الأمهات بمرض السكري في السنوات التي تلي الولادة. أما الأطفال، فهم عرضة للولادة المبكرة أو الولادة بوزن أعلى من الطبيعي، إضافة إلى احتمال إصابتهم بنقص السكر في الدم. وعلى المدى البعيد، يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لمشاكل القلب والأيض، بما في ذلك السمنة والسكري.

أوضحت نتائج الدراسة أن التحكم السريع في مستوى السكر في الدم يمكن أن يسهم في تقليل هذه المخاطر بشكل كبير. وأكدت الباحثة الرئيسية، الدكتورة آشيا ميرا فيرارا، مديرة مركز الوقاية من السمنة والسكري في كايزر بيرمانينتي بكاليفورنيا، أن تحقيق السيطرة على نسبة السكر فور تشخيص سكري الحمل والحفاظ على هذا المستوى طوال فترة الحمل يقلل من معدل المضاعفات أثناء الولادة.

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 258 ألف امرأة أنجبن بين عامي 2011 و2023، حيث أصيبت 17 ألفاً منهن بسكري الحمل. وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي تمكنَّ من التحكم في مستوى السكر خلال 4 إلى 6 أسابيع من التشخيص واستمروا في الحفاظ على مستويات طبيعية للسكر خلال الحمل، انخفضت لديهن معدلات مضاعفات الولادة.

بلغت نسبة السمنة بين الأطفال في سن 2-4 سنوات 15.1% لدى النساء غير المصابات بسكري الحمل، و15.9% لدى الأطفال الذين ولدتهم أمهات نجحن في تحقيق تحكم سريع في مستوى السكر بعد التشخيص. في المقابل، ارتفعت نسبة السمنة إلى 20.9% و24% بين الأطفال الذين ولدتهم أمهات واجهن صعوبة في السيطرة على مستوى السكر.

شملت استراتيجيات التحكم في مستوى السكر في الدم ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، وتناول الأدوية عند الحاجة.