متابعة بتول ضوا
في عالمنا سريع الخطى، بات الضوء الاصطناعي يحيط بنا من كل جانب. شاشات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وأضواء الشوارع والمنازل، كلها مصادر للضوء الذي يضيء حياتنا، ولكن هل يهدد هذا الضوء صحتنا العقلية؟ هل يمكن أن يكون التعرض المفرط للضوء الاصطناعي، وخاصة الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
الضوء الأزرق هو أحد مكونات الضوء المرئي، وهو المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم. هذه الساعة الداخلية تتحكم في دورة النوم والاستيقاظ، وتؤثر على العديد من العمليات الحيوية الأخرى. عندما نتعرّض للضوء الأزرق في المساء، فإننا نرسل إشارة إلى الدماغ بأن الوقت مازال مبكراً، مما يؤدي إلى اضطراب في إيقاعات النوم الطبيعية.
أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين اضطرابات النوم وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر. فالخلل في النوم يؤثر على قدرة الدماغ على التخلص من البروتينات الضارة التي تتراكم وتؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية.
تشير الأبحاث إلى أن التعرض المفرط للضوء الاصطناعي، وخاصة الضوء الأزرق، في ساعات الليل المتأخرة قد يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر. وذلك لأن هذا التعرض يؤدي إلى:
- اضطراب الساعة البيولوجية: مما يؤثر على جودة النوم ويزيد من خطر الإصابة بالزهايمر.
- زيادة التوتر والإجهاد: اللذان يعتبران عاملين خطر للإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك الزهايمر.
- تلف الخلايا العصبية: قد يؤدي الضوء الأزرق إلى تلف الخلايا العصبية في شبكية العين، مما قد يؤثر على وظائف الدماغ.
نصائح للحماية
- تقليل التعرض للضوء الأزرق قبل النوم: تجنب استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية قبل النوم بساعة على الأقل.
- استخدام النظارات التي تفلتر الضوء الأزرق: هذه النظارات تساعد على حماية العينين من الضوء الأزرق الضار.
- تهيئة بيئة نوم مظلمة وهادئة: استخدم ستائر كثيفة لحجب الضوء، وتأكد من أن غرفة النوم مظلمة تماماً.
- ممارسة الرياضة بانتظام: فالنشاط البدني يساعد على تحسين نوعية النوم.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي: الغذاء المتوازن الغني بالفواكه والخضروات يساعد على الحفاظ على صحة الدماغ.