في ظل التجارب التي يجريها العلماء لإيجاد لقاح ضد فيروس كورونا، خرج بعض المشرعين بفكرة جريئة وخطيرة لتسريع أبحاث الفيروس التاجي، وذلك بإعطاء المتطوعين المطلعين اللقاح المرشح ثم فيروس SARS-CoV-2 لمعرفة ما إذا كان اللقاح فعالا في توليد استجابة مناعية ومنع العدوى.
وتكمن مشكلة كوفيد-19 في أنه سيتعين على الباحثين إصابة بضع مئات من الشباب المتطوعين الأصحاء بالفيروس، وأن بعضهم فقط سيتم إعطاؤهم اللقاح، فيما سيحصل الآخرون على دواء وهمي بحيث يمكن مقارنة النتائج.
ومثل هذه الدراسة تتطلب عزل المرضى قبل تطبيق اللقاح لضمان عدم إصابة أي شخص بالمرض بالفعل. ثم يجب عزلهم أثناء إعطاء اللقاح وخلال فترة نقاهة COVID-19، سيتعين على العلماء إجراء اختبارات روتينية ومراقبة تطور كل مريض.
والمشكلة الحقيقية في هذه الفكرة، أن كوفيد -19 يمكن أن يقتل المرضى الصغار والأصحاء وكذلك كبار السن، ولا يوجد علاج لذلك، وقد ينتهي بهم المطاف إلى أن تكون التجربة بمثابة عقوبة إعدام، خاصة وأنه ليس هناك ما يضمن فعالية اللقاح.
وذكر موقع The Hill أن 35 عضوا في مجلس النواب الأمريكي بقيادة النائب الديمقراطي بيل فوستر، كتبوا إلى إدارة الغذاء والدواء لدعم الفكرة، قائلين: “إن وضعنا في هذا الوباء مشابه للحرب، حيث يوجد تقليد طويل من المتطوعين الذين يخاطرون بصحتهم ويعيشون في مهمات خطرة وهم على استعداد للقيام بذلك من أجل المساعدة في إنقاذ أرواح الآخرين”.
في المقابل، ترفض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الفكرة المطروحة في الوقت الحالي؛ حيث قال المتحدث باسم الوكالة مايكل فيلبرباوم: “إن دراسات التحدي البشري إذا استخدمت في تطوير لقاح كورونا قد تطرح مشكلات أخلاقية وجدوى يمكن تجنبها باستخدام النماذج الحيوانية.”
المصدر: نيويورك بوست