متابعة- يوسف اسماعيل
في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح العمل المكتبي جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين من الناس حول العالم. على الرغم من فوائد الراحة التي يوفرها هذا النوع من العمل، إلا أن الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الحاسوب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة، لعل أبرزها آلام الظهر. تعتبر آلام الظهر من الشكاوى الشائعة بين الموظفين المكتبيين، وقد تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم وإنتاجيتهم.
في هذه المقالة، سنستعرض تأثير العمل المكتبي الطويل على آلام الظهر وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.
عند الجلوس لفترات طويلة، يتعرض الجسم لضغوطات متزايدة، خاصةً في منطقة الظهر. تتسبب الوضعيات غير الصحيحة في زيادة الضغط على الفقرات والعضلات، مما يؤدي إلى إجهادها. يعتمد الكثير من الموظفين على الكراسي غير المناسبة أو يفضلون الجلوس بطرق غير صحية، مثل الانحناء أو التمدد. هذه العادات تؤدي إلى تدهور الأداء الوظيفي للعضلات والأربطة، مما يزيد من خطر الإصابة بآلام الظهر.
تتراوح آلام الظهر الناتجة عن العمل المكتبي من آلام خفيفة إلى حادة، وقد تترافق مع أعراض أخرى مثل الصداع أو التوتر العضلي. تشير الدراسات إلى أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يؤثر على الدورة الدموية، مما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى العضلات. هذا الضعف قد يتسبب في تقلص العضلات، مما يزيد من الشعور بالألم وعدم الراحة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر عوامل نفسية مثل التوتر والضغط النفسي على صحة الظهر. في بيئات العمل المكتبية، يمكن أن تكون الضغوط اليومية سببًا في زيادة توتر العضلات، مما يساهم في تفاقم آلام الظهر. لذا، فإن إدارة التوتر تعتبر جزءًا أساسيًا من الحفاظ على صحة الظهر.
لحماية نفسك من آلام الظهر المرتبطة بالعمل المكتبي، يُنصح باتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة. أولاً، تأكد من اختيار كرسي مناسب يدعم انحناءات الجسم الطبيعية. يُفضل أن يكون الكرسي قابلًا للتعديل، مما يسمح لك بتحديد الارتفاع المناسب. كما يُنصح بوضع الشاشة على مستوى العين لتقليل الضغط على الرقبة.
ثانيًا، يجب أن تأخذ فترات راحة منتظمة. يُفضل القيام بتمارين خفيفة أو التحرك كل 30-60 دقيقة. تساعد هذه الحركة على تحسين الدورة الدموية وتخفيف الضغط على العضلات. يمكنك أيضًا ممارسة تمارين تقوية العضلات الأساسية التي تدعم الظهر وتساعد في تقليل الألم.