متابعة: نازك عيسى
تلعب الدهون دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة، إذ يُسهم دمج الدهون الصحية في الوجبات الغذائية في تحسين امتصاص العناصر الغذائية، وتعزيز صحة القلب، وإضفاء نكهة مميزة على الطعام تساهم في زيادة الشعور بالشبع.
ويعتبر اختيار زيوت الطهي أمرًا بالغ الأهمية. فبعض الزيوت تكون أكثر ملاءمة للطهي على درجات حرارة مرتفعة وتوفر فوائد صحية، بينما يمكن أن تكون بعض الأنواع الأخرى مضرة بالصحة عند استخدامها بشكل متكرر.
تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المتكرر للزيوت الساخنة، خاصة زيوت القلي، يساهم في زيادة التهابات الجسم، والتي ترتبط بدورها بالإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الزيوت المكررة مثل زيت الكانولا، الذرة، والصويا، التي تُعرف بأنها زيوت مصفاة ولها صلاحية طويلة الأمد، تفقد الكثير من العناصر الغذائية المفيدة وتحتوي على نسبة مرتفعة من أحماض أوميغا 6 غير الصحية.
يُستخدم زيت الذرة وزيت الكانولا على نطاق واسع في الصناعات الغذائية وكذلك في القلي والطهي المنزلي، لكن لهما فوائد وأضرار متشابهة. وقد طوّر علماء كنديون زيت الكانولا باستخدام تقنيات انتقائية في تربية النباتات لإنتاج نسخة آمنة غذائيًا من نبات بذور اللفت، الذي يحتوي أصلاً على مركبات سامة غير صالحة للاستهلاك البشري. أسفرت هذه العملية عن تطوير نبات جديد يُدعى الكانولا، الذي يشبه بذور اللفت ولكنه خالٍ من المركبات السامة مثل الغلوكوسينولات وحمض الإيروسيك.
وعلى الرغم من أن زيت الذرة والكانولا يحتويان على فيتامين “إي”، الذي يفيد البشرة ويعمل كمضاد للأكسدة، إلا أن استخدامهما المتكرر، سواء في الطهي أو في الأطعمة الجاهزة، يؤدي إلى زيادة الدهون المتحولة في الدم، مما يرفع من مستويات الدهون الثلاثية. كما تحتوي هذه الزيوت على خلل في نسبة أحماض أوميغا، حيث تزداد نسبة أوميغا 6 غير الصحية على حساب أوميغا 3 المفيدة للقلب، خاصة عند تسخينها على درجات حرارة مرتفعة.
عند التسوق لشراء الزيوت، يُنصح باختيار العبوات الزجاجية ذات اللون الداكن بدلاً من البلاستيكية، لتقليل تعرض الزيت لتفاعلات الضوء والحرارة. ويُفضل أيضًا أن تكون الزيوت غير مكرّرة أو مصفاة بشكل مفرط للحفاظ على قيمتها الغذائية.
في الطهي اليومي، يُمكن استخدام زيت السمسم لقلي الخضروات، وزيت الزيتون للطهي على حرارة معتدلة، للاستفادة من فوائدهما الصحية.