اجتاز الفنان السوري ناصيف زيتون، في سنة 2017 امتحانا صعبا أمام جمهور مهرجان قرطاج ونجح بملاحظة “حسن جدّا “، وعاد إلى المهرجان هذه السنة وأحيا حفلين ضمن فعاليات الدورة 55، فكانت عودته مثل لقاء الحبيب الذي يكتنفه الشوق واللهفة والحب والرهبة.
ناصيف زيتون هو الفنان الوحيد الذي يحيي حفلين متتاليين في دورة واحدة من تاريخ مهرجان قرطاج، وفي كليهما غنّى أمام شبابيك مغلقة.
وكان ناصيف أكثر هدوءًا من الحفل الذي أحياه سنة 2017، وأكثر نضجا حيث أطلّ على الجمهور في حفله الأوّل على أنغام أغنية ” على أيّ أساس “، كان واثق الخطوة يمشي مندهشا منبهرا سعيدا ومرتبكا في نفس الوقت، وقال إنّه عاش مجموعة من المشاعر المختلطة عندما شاهد جمهوره الذي حضر بالآلاف يهتف ويصرخ باسمه ويردّد معه كلمات أغنياته بتفاعل كبير، وقد ظهر كلّ ما عاشه من مشاعر على ملامح وجهه.
وأنهى أغنيته الأولى وتوقّف ليتوجّه بالتحيّة إلى الجمهور قائلا: ” شكرا لوفائكم ولمحبتكم.. ليست المرة الأولى التي أقف فيها على هذا المسرح العريق ولي الشرف أن أكون بينكم دائما، فأنتم شعب “كبّر” اسمي.. إن شاء الله تظل تونس عامرة وأتوجّه بالشكر إلى إدارة مهرجان قرطاج وكل القائمين عليه…”
كما توجّه بالتحيّة إلى والدته التي رافقته في رحلته إلى تونس والتي كانت سعيدة ومندهشة وهي تدخل إلى المسرح وترى الآلاف من المعجبين في انتظار صغيرها.
وواصل ناصيف سهرته القرطاجنيّة الأولى، فقدّم باقة من أجمل أغانيه على غرار “هي غمزتني” و “بدي ياك” و “نامي ع صدري” و “مش عم تضبط معي” و “كلو كذب” و “تعال” و “خلص استحي” و “تكة” و “ما ودعتك” و “ما بظن” و ” أزمة ثقة “.. دخل الجمهور في حالة هستيريا و تحوّل إلى كورال ردّد كلّ أغانيه بامتياز، انتشى الفنان السوري وغنّى بصوته الجميل واحساسه العالي فكان حضوره مميّزا وأنيقا.. غنّى بكلّ حبّ فأمتع محبيه وكان كريما فلبّى كلّ طلباتهم.
فاجأ ” زيتون ” الحاضرين بأغنية ” أصل الزين ” لمحمّد الجموسي، وتميّز في أدائها متقنا اللهجة التونسيّة، كما قدّم موّالا كهديّة لتونس يقول مطلعه: ” تونس حضارة بتصنع التاريخ.. وجمهور أرضك حبل متماسك.. اسمك يا تونس واصل للمريخ ويشهد عليك أرضك وناسك… “، وهو من كلمات الشاعر مازن ضاهر، ثمّ قدّم موّالا آخر لسوريا كتحيّة إلى بلده من أرض قرطاج على حدّ تعبيره .
السهرة الأولى كانت ناجحة فنيا وجماهيريّا تلتها سهرة أخرى كانت أكثر نجاحًا، حيث أمتع ناصيف زيتون آلاف الحاضرين مستعرضًا طاقات صوتيّة كبيرة وحضورا متميّزا.. وأثبت مرّة أخرى أنّ مسرح قرطاج يليق به.