متابعة: نازك عيسى
حذّر المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر في ألمانيا النساء من تناول سمك التونة خلال فترتي الحمل والرضاعة، نظراً لاحتوائه على مادة ضارة قد تشكل خطراً على صحة الطفل. وأوضح المعهد أن سمك التونة يحتوي على نسبة مرتفعة من ميثيل الزئبق (MeHg)، وهو مركب كيميائي يرتبط بآثار سلبية على نمو الجهاز العصبي للجنين والرضيع.
وفقاً لنتائج العديد من الدراسات العلمية، يمكن أن يؤدي التعرض لميثيل الزئبق خلال الحمل إلى اضطرابات النمو العصبي للجنين. هذه المادة الكيميائية تخترق حاجز المشيمة، مما يعني أنها قادرة على الوصول إلى الجنين المتنامي في الرحم. وتتركز خطورة ميثيل الزئبق في تأثيره على الجهاز العصبي المركزي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تأخر في تطور القدرات الحركية، ومشاكل في التعلم، وعيوب الذاكرة والانتباه.
وأشار المعهد إلى أن التونة ليست المصدر الوحيد لهذه المادة الضارة. فإلى جانب التونة، يوجد ميثيل الزئبق بنسب متفاوتة في عدة أنواع أخرى من الأسماك والمأكولات البحرية. تشمل هذه الأنواع الماكريل، والهلبوت، وسمك أبو سيف، والأنقليس، وبلح البحر، والحبار، والسلطعون. وكلها قد تحتوي على تراكيز متفاوتة من ميثيل الزئبق، مما يجعلها ضارة إذا تم استهلاكها بشكل مفرط.
نظراً للمخاطر المحتملة التي يشكلها ميثيل الزئبق على الجنين والرضيع، ينصح الخبراء النساء الحوامل والمرضعات بتقليل استهلاكهن من الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من هذه المادة. بدلاً من ذلك، يمكن اختيار أنواع أخرى من الأسماك التي تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق، مثل السلمون، والسردين، والرنجة.
إضافةً إلى ذلك، يُفضل اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوعة من المصادر الغذائية الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3 الضرورية لنمو دماغ الطفل، مع تجنب المصادر التي قد تحتوي على مواد ضارة.
تشدد الجهات الصحية على أهمية توعية النساء بأهمية مراقبة استهلاكهن للأطعمة البحرية خلال فترتي الحمل والرضاعة. حيث يعد الاهتمام بنوعية الطعام المتناول خلال هذه الفترات الحساسة أمراً بالغ الأهمية لضمان نمو صحي وسليم للطفل. لذا، يُنصح بالاستشارة الطبية الدورية ومتابعة التوجيهات الغذائية المعتمدة لضمان تجنب المخاطر المحتملة والحفاظ على صحة كل من الأم والطفل.