متابعة- يوسف اسماعيل
في عالم الصحة والعافية، يُعد الزنجبيل واحدًا من أهم الأعشاب الطبية التي تتمتع بفوائد صحية لا تُعد ولا تُحصى. ومع ذلك، قد يتساءل البعض: هل الزنجبيل المطحون إلى مسحوق يُعد أقل فائدة من الزنجبيل الطازج والكامل؟
في هذه المقالة، سنستكشف هذا الموضوع بالتفصيل وننظر في الفروق بين الزنجبيل المطحون والكامل.
أولاً، من الضروري فهم أن الزنجبيل، سواء كان مطحونًا أو كاملاً، يتمتع بمجموعة متنوعة من المركبات الفعالة التي تُعزز الصحة. هذه المركبات تشمل الجنجرول والشوغول والبيتا-كاروتين والمركبات الكبريتية. وتلعب هذه المركبات دورًا رئيسيًا في تحقيق الفوائد الصحية المرتبطة بالزنجبيل.
عند تحويل الزنجبيل إلى مسحوق، يُحافظ المسحوق على معظم هذه المركبات الفعالة. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الفروقات في المحتوى الغذائي بين الزنجبيل الطازج والزنجبيل المطحون. على سبيل المثال، قد يُفقد بعض المركبات الفعالة بسبب عمليات الطحن والتجفيف. إضافة إلى ذلك، قد تتأثر بعض الخصائص الطبيعية للزنجبيل، مثل القوام والرائحة والمذاق.
ومع ذلك، هناك أدلة علمية تُشير إلى أن الزنجبيل المطحون لا يفقد فوائده الصحية بشكل كبير. في الواقع، في بعض الحالات، قد يكون الزنجبيل المطحون أكثر فعالية من الزنجبيل الكامل. هذا بسبب أن عملية الطحن تُسهل عملية امتصاص المركبات الفعالة في الجسم.
على سبيل المثال، دراسة أجرِيت في عام 2016 وُجد فيها أن الزنجبيل المطحون كان أكثر فعالية في تخفيف آلام المفاصل مقارنةً بالزنجبيل الكامل. وذلك لأن عملية الطحن تُسهل من امتصاص المركبات المضادة للالتهابات في الجسم.
علاوة على ذلك، ينطوي استخدام الزنجبيل المطحون على بعض المزايا العملية. فهو أسهل في التخزين والاستخدام مقارنةً بالزنجبيل الكامل. كما أنه قد يكون أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في مضغ أو هضم الزنجبيل الكامل.
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنه في بعض الحالات، قد يكون الزنجبيل الكامل أكثر فعالية. على سبيل المثال، في حالة استخدام الزنجبيل لأغراض التخمير أو الطهي، فإن الزنجبيل الكامل قد يكون أكثر ملاءمة وفعالية.
في النهاية، يمكن القول أن كلاً من الزنجبيل المطحون والزنجبيل الكامل لهما فوائدهما الصحية. والخيار الأنسب يعتمد على الغرض والاستخدام المقصود. فإذا كان الهدف هو الحصول على فوائد صحية محددة، مثل تخفيف الألم أو تعزيز الهضم، فقد يكون الزنجبيل المطحون خيارًا مناسبًا. أما إذا كان الهدف هو الاستفادة من الخصائص الطبيعية للزنجبيل، مثل التخمير أو الطهي، فالزنجبيل الكامل قد يكون الخيار الأفضل.