متابعة بتول ضوا
تعتبر مدينة البندقية، مع قنواتها التاريخية وقصورها الفخمة، واحدة من أجمل مدن العالم. ولكن ما يميزها حقًا هو رمزها الأشهر والأكثر شهرة: الأسد المجنح. هذا التمثال البسيط ولكنه المعبر هو أكثر من مجرد زينة، فهو يحمل في طياته تاريخًا عريقًا وقصصًا أسطورية تجعله أيقونة حقيقية للمدينة ومهرجانها السينمائي الشهير.
الأسد المجنح هو تمثيل للقديس مرقص الإنجيلي، وهو شفيع مدينة البندقية. يظهر الأسد عادة وهو واقف على كتاب مفتوح، رمزًا للإنجيل، وأحيانًا يحمل سيفًا في مخالبه. يرمز الأسد إلى القوة والشجاعة والحكمة، وهي صفات كانت تعتز بها جمهورية البندقية قديماً.
يعود تاريخ الأسد المجنح في البندقية إلى القرن التاسع عندما جلبت رفات القديس مرقص من الإسكندرية إلى البندقية. منذ ذلك الحين، أصبح الأسد رمزًا للمدينة وأدرج في شعار النبالة الخاص بها. ظهر الأسد في العديد من الأشكال والأحجام في جميع أنحاء المدينة، من التماثيل الضخمة في الساحات العامة إلى التماثيل الصغيرة في الكنائس والقصور.
أصبح الأسد المجنح مرتبطًا بشكل وثيق بمهرجان البندقية السينمائي، أحد أقدم وأهم المهرجانات السينمائية في العالم. جائزة المهرجان الرئيسية هي “الأسد الذهبي”، وهي نسخة ذهبية من الأسد المجنح. يعتبر الفوز بالأسد الذهبي واحدًا من أعظم الإنجازات في عالم السينما