متابعة: نازك عيسى
حذرت مؤسسة الدماغ الألمانية من مخاطر التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الأيام التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، إلى جانب قلة شرب السوائل وبذل الجهد الزائد في مثل هذه الظروف، وذلك لتجنب الإصابة بضربة الشمس التي قد تكون قاتلة في بعض الحالات.
أوضح الأطباء الألمان أن ضربة الشمس تختلف عن الإجهاد الحراري، إذ تحدث ضربة الشمس نتيجة تعرض الرأس مباشرة لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الدماغ. تظهر هذه الحالة من خلال احمرار بشرة الرأس وارتفاع درجة حرارتها، على الرغم من بقاء باقي الجسم بارداً. كما تظهر أعراض مصاحبة مثل الصداع، القيء، الدوار، آلام الرقبة، التعب، وعدم التركيز. وفي الحالات المتقدمة، قد تؤدي ضربة الشمس إلى تفاعلات التهابية، توسع الأوعية الدموية، وصولاً إلى الوذمة الدماغية.
أما في حالة الإجهاد الحراري، فتتجاوز درجة حرارة الجسم 40 درجة مئوية، وتشمل هذه الحالة الجسم بأكمله، مما يشكل خطراً خاصاً على كبار السن والأطفال. من الأعراض الشائعة للإجهاد الحراري: التشنجات، واضطراب الوعي، وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
في حالة الاشتباه بالإصابة بضربة الشمس أو الإجهاد الحراري، يجب فوراً نقل المصاب إلى مكان مظلل وطلب الطوارئ الطبية. حتى وصول المساعدة، يجب تبريد جسم المصاب باستخدام قطعة قماش مبللة، مع تجنب وضع الثلج مباشرة على الجلد. إذا كان المصاب واعياً، يُنصح بتقديم مشروبات مثل الماء أو شاي الفواكه.
بشكل عام، ينصح الأطباء بتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، خاصة خلال الأوقات الحارة، مع ضرورة تغطية الرأس وشرب كميات كافية من السوائل. يجب إيلاء اهتمام خاص بالأطفال وكبار السن في هذه الظروف.
تتمثل المشكلة الأساسية في ضربة الشمس في أن الجسم يفقد قدرته على تنظيم درجة حرارته بشكل طبيعي، حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، بينما المعدل الطبيعي هو 37 درجة. تحت تأثير الحرارة، تتوسع الأوعية الدموية لنقل الدم الساخن إلى الجلد، حيث يتم إطلاق الحرارة عن طريق التعرق. لهذا السبب، من الضروري شرب كميات كبيرة من الماء في الأيام الحارة. مع ذلك، في حالة ضربة الشمس، يفشل هذا النظام، ويتخثر الدم مما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية الصغيرة، وهو ما قد يؤدي إلى فشل عدة أعضاء في الجسم مثل الكبد، القلب، الكلى، وغيرها.