متابعة: نازك عيسى
أكد الباحثون على ضرورة اتباع نهج متعدد التخصصات لتحقيق الفوائد الصحية المرجوة من علاجات السمنة، بما في ذلك الدعم النفسي والجراحي والغذائي، لتجنب المشكلات غير المقصودة وضمان سلامة المريض.
أوضح الباحثون أن النهج متعدد التخصصات لإدارة الوزن يتضمن عادةً تغيير نمط الحياة، والدعم السلوكي والنفسي، لمساعدة الأفراد على تحسين علاقتهم بالطعام، وتقييم جودة النظام الغذائي الذي يتبعونه، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي.
وأشار الباحثون إلى أن أدوية التخسيس الجديدة مثل أوزمبيك وويغوفي حظيت باهتمام إعلامي واسع باعتبارها “حلولًا بسيطة” محتملة للسمنة المزمنة والمعقدة، نظراً لقدرتها على “إيقاف” الجوع ومساعدة الناس على فقدان الوزن.
ومع ذلك، أكد الدكتور أدريان براون، المؤلف الرئيسي للمقال من جامعة كوليدج لندن، أن هناك بعض الاعتبارات الرئيسية التي يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية مراعاتها عند وصف هذه الأدوية. وقال براون: “هناك بعض الأمور غير المعروفة المتعلقة باستخدام هذه الأدوية في الممارسة السريرية، بالإضافة إلى التحديات في الوصول إليها. ولا يزال هناك عدم يقين حول أفضل السبل لتقديم خدمات متعددة التخصصات لدعم الاستخدام الفعال لحقن مثبطات GLP-1 RAs، خاصة على المدى البعيد”.
وشدد براون على أن “هذه الأدوية يجب أن تكون جزءاً من نهج متعدد الوسائط لإدارة السمنة وليست علاجاً شافياً بحد ذاته”.
وأشار المقال أيضاً إلى نقص البيانات الشاملة حول فقدان كتلة العضلات الناتج عن استخدام هذه الأدوية. ففي تجربتين ذكرهما المقال، كان حوالي 40% من الوزن المفقود عند المشاركين عبارة عن أنسجة هزيلة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر يؤثر على الوظائف البدنية.
أما الجانب النفسي المتعلق باستخدام هذه الأدوية في التخسيس، فتناولته الدكتورة إيما شاتلوود، المؤلفة المشاركة في المقال، قائلة: “نحن نعلم أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة يسعون إلى المكافأة أو المتعة من الأطعمة الغنية بالطاقة. وإذا تمت إزالة مسار المكافأة هذا، فقد يكون هناك خطر أعلى لاستخدام مصادر غير صحية، مثل الكحول أو الإفراط في الإنفاق، لتلبية احتياجاتهم العاطفية، كما لوحظ في بعض المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة”.
وأضافت شاتلوود: “قد يؤدي إضعاف مراكز المكافأة أيضاً إلى الاكتئاب، وإيذاء النفس، والانتحار”. وتابعت: “أعتقد أن هناك حاجة إلى إرشادات أكثر وضوحاً لجميع المهنيين الذين يعملون مع المرضى الذين يخضعون لعلاجات التخسيس الجديدة لفهم التأثير المحتمل على الرفاهية النفسية على المدى البعيد”.