متابعة- يوسف اسماعيل
في فصل الشتاء، عندما تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية، يلجأ البعض إلى الاستحمام بالماء البارد، معتقدين أنه يمنحهم طاقة وانتعاشًا.
غير أن هذا السلوك ينطوي على مخاطر صحية جدية لا ينبغي التهاون بها.
أولاً، الاستحمام بالماء البارد في الشتاء يُعرض الجسم لصدمة حرارية قوية. عندما يتعرض الجسم لماء بارد، يحاول بشكل آلي الاحتفاظ بحرارته الداخلية، مما يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية في الطبقات الخارجية للجلد. هذا التقلص المفاجئ يرفع ضغط الدم بشكل كبير ويزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية. وهذا الخطر يزداد لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
كذلك، يؤثر الاستحمام بالماء البارد سلبًا على وظائف المناعة في الجسم. فالبرودة تُضعف الخلايا المناعية وتجعلها أقل قدرة على مواجهة الجراثيم والفيروسات، مما يزيد من احتمالية الإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا. وبالنسبة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أصلاً، كالمسنين وضعاف البنية، قد يؤدي هذا إلى مضاعفات صحية خطيرة.
علاوة على ذلك، الاستحمام بالماء البارد في الشتاء يُعرض الجسم لخطر الإصابة بالتهابات الجلد والبرد الموضعي. فالتعرض المفاجئ للبرودة يُضعف طبقات الجلد الخارجية، ويجعلها أكثر عُرضة للالتهابات والتشققات. وقد تؤدي هذه الالتهابات إلى مضاعفات أخرى كالتهابات المفاصل أو العدوى البكتيرية.
من ناحية أخرى، الاستحمام بالماء البارد في الشتاء يؤثر سلبًا على الصحة النفسية. فالبرودة الشديدة تُثير الإحساس بالتوتر والقلق، وتُضعف القدرة على التركيز. وبالنسبة للأشخاص المعرضين لاضطرابات المزاج كالاكتئاب، قد يُفاقم هذا الوضع من حدة أعراضهم.
لذلك، ينصح الخبراء بتجنب الاستحمام بالماء البارد خلال فصل الشتاء، واستبداله بماء دافئ أو ساخن. كما ينبغي الاهتمام بتدفئة الجسم قبل وبعد الاستحمام، عبر ارتداء ملابس دافئة وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة. وفي حال الرغبة في الاستحمام بماء بارد، ينبغي البدء بدرجة حرارة معتدلة والتدرج تدريجيًا نحو البرودة.
