متابعة: نازك عيسى

أفاد مسؤولون صحيون أفارقة بارتفاع كبير في حالات الإصابة بمرض الجدري القردي “مبوكس”، حيث زادت الحالات بنسبة 160% حتى الآن هذا العام، وارتفعت الوفيات بنسبة 19%. وقد حذروا من أن خطر انتشار المرض مرتفع نظراً لعدم توفر علاجات أو لقاحات فعالة في القارة.

ومن المتوقع أن تعلن منظمة الصحة العالمية قريباً عن هذا التفشي الجديد في أفريقيا “حالة طوارئ دولية”.

تُعد الكونغو الأكثر تأثراً، حيث تشكل حالات الأطفال دون سن 15 عاماً حوالي 70% من الإصابات و85% من الوفيات.

في وقت سابق من هذا العام، أبلغ العلماء عن ظهور شكل جديد أكثر فتكاً من فيروس “مبوكس”، الذي يمكن أن يسبب الوفاة بنسبة تصل إلى 10% من المصابين، في بلدة تعدين في الكونغو. وأشارت تحاليل للمرضى الذين دخلوا المستشفى منذ خريف العام الماضي حتى يناير (كانون الثاني) في شرق الكونغو إلى أن الطفرات الجينية الأخيرة في الفيروس كانت نتيجة الانتشار المستمر بين البشر.

بخلاف تفشي الجدري المائي السابق، الذي كان يسبب الآفات بشكل رئيسي على الصدر واليدين والقدمين، فإن الشكل الجديد يتسبب في أعراض أخف وآفات غالباً على الأعضاء التناسلية، مما يجعل اكتشافه أكثر صعوبة.

الأعراض والعدوى

وفقاً لـ”منظمة الصحة العالمية”، تبدأ أعراض الجدري القردي عادةً خلال أسبوع من الإصابة، ولكن قد تبدأ من يوم إلى 21 يوماً بعد التعرض للفيروس. تنتقل العدوى عبر الاتصال الوثيق مع المصاب، سواء من خلال تلامس الجلد أو التنفس القريب أو رذاذ التنفس.

تستمر الأعراض عادةً من أسبوعين إلى 4 أسابيع، ولكن قد تطول لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. تشمل الأعراض الشائعة الطفح الجلدي، والحمى، والتهاب الحلق، والصداع، وآلام العضلات والظهر، وانخفاض الطاقة، وتضخم الغدد الليمفاوية.

العزل

إذا تم تشخيص المرض، يُطلب من المصاب العزل في المنزل وتجنب الاتصال الوثيق بالأشخاص والحيوانات الأخرى، بما في ذلك الحيوانات الأليفة، حتى تختفي جميع الآفات وتتساقط القشور وتتكون طبقة جديدة من الجلد، ويستغرق هذا عادةً من 2 إلى 4 أسابيع.

تم القضاء على تفشي جدري القردة في الدول الغربية بمساعدة اللقاحات والعلاجات، ولكن هذه الوسائل نادرة في البلدان الأفريقية، بما في ذلك الكونغو، التي تحتوي على حوالي 90% من حالات الإصابة.

وقال الدكتور لويس ماسينج، المدير الطبي لمجموعة أطباء بلا حدود في الكونغو: “نحن نناشد بسرعة وصول اللقاحات إلى البلاد لحماية السكان في المناطق الأكثر تضرراً.”