متابعة – علي معلا:
حبوب عسر الهضم التي يقبل عليها الملايين حول العالم، تزيد من مخاطر الإصابة بمرض “الزهايمر” والأزمات القلبية، بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، مقارنة بنظرائهم ممن لا يتعاطونها، بحسب ما توصل إليه مجموعة من العلماء الألمان.
وأظهرت دراسة طبية أجراها المركز الألماني لأمراض الأعصاب، أن كبار السن ممن يتناولون عقاقير مثبطات مضخة البروتون، “مجموعة أدوية من أقوى مثبطات إفرازات المعدة”، أكثر عرضة بنسبة 44 بالمئة من غيرهم للإصابة بمرض “الزهايمر”، حسبما أوردت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ولا تتطلب مئات الأنواع من الأدوية التي توصف سنوياً لعلاج ملايين المرضى، لعلاج ارتجاع المريء وقرحة المعدة، مثل “أوميبرازول”، “لانزوبرازول” أي وصفات طبية، ويمكن شراؤها من الصيدليات، وتعمل عن طريق تقييد كمية الحمض الذي تنتجه المعدة.
وأشار الباحثون إلى أن الدراسة واجهت بعض القيود، إذ لم يتم الفصل بين عوامل الخطر المختلفة المسببة للخرف مثل نقص فيتامينB12 ، الذي يؤدي لضعف خلايا الأعصاب وتلفها، وذلك في قاعدة بيانات التأمين الخاصة بأكثر من 47 ألف مريض فوق سن “75 عاماً”.
ورجح فريق العلماء أن اكتشاف الأسباب البيولوجية وراء هذا الارتباط، سيمكنهم من إجراء المزيد من الأبحاث في المستقبل، لا تقتصر على بحث مخاطر تناول “مثبطات مضخة البروتون” فقط، إذ لا يمتد هذا إلى علاجات عسر الهضم الأخرى مثل العلاجات المضادة للحموضة التي تحيد حمض المعدة الزائد.
ومن جانبه، أشار الطبيب جيمس بيكيت، المختص في مرض “الزهايمر” إلى وجود مجموعة متزايدة من الأدلة والأبحاث، التي تؤكد أن بعض الأدوية قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالمرض، وحذر من أن الاستخدام المفرط لهذه العقاقير يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية، وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، وكلاهما عوامل خطر تؤدي للإصابة بمرض “الزهايمر”.