متابعة- يوسف اسماعيل
بداية من المهم أن نتطرق لمفهوم التنمر والذي يعرف بأنه أي سلوك عدواني متكرر يهدف إلى إيذاء شخص أو مجموعة من الأشخاص جسديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا.
وقد أصبح ظاهرة منتشرة بشكل كبير في المجتمعات المعاصرة، خاصة بين فئة الأطفال والمراهقين في المدارس والمؤسسات التعليمية.
إن الأطفال هم أكثر الفئات عرضة لآثار التنمر السلبية، فهم في مرحلة نمائية حساسة يتشكل فيها شخصياتهم وهوياتهم الذاتية. ولذلك يمكن القول بأن التعرض للتنمر في هذه المرحلة العمرية قد يترك آثارًا نفسية وسلوكية بالغة الخطورة والتي قد تستمر معهم طوال حياتهم.
من أبرز الآثار النفسية للتنمر على الأطفال: انخفاض تقدير الذات والشعور بالنقص والدونية، والقلق والاكتئاب، وانخفاض مستوى الثقة بالنفس والآخرين. كما قد يؤدي التنمر إلى صعوبات في التعلم والتركيز، والعزلة الاجتماعية وفقدان الأصدقاء، والشعور بالخوف والخجل. وفي الحالات الأكثر حدة قد يصل الأمر إلى محاولات الانتحار.
على المستوى السلوكي، قد يلجأ الأطفال المعرضون للتنمر إلى العدوان والعنف كوسيلة للدفاع عن أنفسهم أو الانتقام من الآخرين. كما قد يبتعدون عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية، ويفضلون البقاء في المنزل بمفردهم. وفي بعض الحالات، قد تظهر لديهم سلوكيات مرضية كتعاطي المخدرات أو الكحول.
لذلك من الضروري أن نرفع الوعي بهذه الظاهرة في المجتمع، وأن نعمل جميعًا على التصدي لها من خلال تطبيق برامج وقائية وعلاجية فعالة في المؤسسات التعليمية والمجتمعية. فمن المهم توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، والتركيز على بناء شخصياتهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والانفعالية. كما يجب تدريب المعلمين والأسر على كيفية التعامل مع حالات التنمر والحد من آثارها السلبية.