متابعة- يوسف اسماعيل
تعتبر فترة الحمل من أكثر المراحل الحساسة في حياة المرأة، حيث تتطلب العناية الفائقة والاهتمام الخاص بكل ما يتعلق بصحتها وسلامة الجنين. ومع ذلك، هناك العديد من الأمور التي قد تؤثر سلبًا على صحة الحامل وجنينها، ومن أبرزها تناول المأكولات المالحة بكثرة.
في هذا المقال، سنستكشف الأضرار المحتملة لذلك وكيفية الحد منها.
الأضرار الصحية للمأكولات المالحة على الحامل:
أظهرت الدراسات العلمية أن تناول الأطعمة المالحة بكثرة خلال فترة الحمل قد ينطوي على مخاطر صحية كبيرة على الحامل وجنينها. أولاً، فإن ارتفاع نسبة الصوديوم في الجسم نتيجة لذلك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهو اضطراب خطير قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة كالنزيف والسكتة الدماغية والفشل الكلوي. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط تناول المأكولات المالحة بزيادة خطر الإصابة بالتشوهات الخلقية لدى الجنين، وخاصة تلك المتعلقة بالجهاز العصبي والأعضاء الحيوية الأخرى.
ومن الآثار الأخرى المؤذية للمأكولات المالحة على الحامل احتباس السوائل في الجسم وظهور البواسير والاستسقاء، وهي مشاكل صحية شائعة خلال فترة الحمل وتزداد سوءًا مع ارتفاع نسبة الصوديوم في الجسم. كما أن تناول الأطعمة المالحة بكثرة قد يؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحية للحامل، مما يمكن أن يعرضها لمضاعفات كالسكري والارتفاع في ضغط الدم وغيرها.
التأثيرات على نمو الجنين:
بالإضافة إلى الأضرار التي تلحق بصحة الحامل، فإن تناول المأكولات المالحة بإفراط قد يؤثر سلبًا على نمو الجنين وتطوره. حيث أظهرت الدراسات أن ارتفاع نسبة الصوديوم في جسم الأم الحامل قد يؤدي إلى تأخر النمو الجسدي للجنين وصعوبات في النمو العقلي والمعرفي له. كما أن سوء تغذية الحامل الناتج عن تناول الأطعمة المالحة دون الغذاء المتوازن قد يعرض الجنين لمخاطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزنه عند الولادة.
التوصيات والحلول:
في ضوء هذه المخاطر الصحية الجسيمة على الحامل وجنينها، من المهم للغاية أن تتجنب الحامل تناول المأكولات المالحة بكثرة وأن تحرص على اتباع نظام غذائي متوازن وصحي خلال فترة الحمل. ويمكن أن تستعيض عن الأطعمة المالحة بالأطعمة الطازجة والمغذية كالخضروات والفواكه والبروتينات النباتية والحيوانية. كما ينصح بتناول كميات كافية من المياه للحفاظ على رطوبة الجسم وتخفيف الاحتباس السائلي.
وإذا كانت الحامل بحاجة إلى تناول أطعمة مالحة لأسباب صحية معينة، فعليها استشارة طبيبها للتأكد من سلامة ذلك وتحديد الكميات المسموح بها. كما يجب على الحامل متابعة وزنها ومراقبة ضغط الدم بانتظام للكشف عن أي مؤشرات خطر محتملة.