متابعة: نازك عيسى
مع تزايد عدد الأطفال المصابين بالتوحد حول العالم، توصلت دراسة حديثة إلى سبب رئيسي يساهم في هذا الارتفاع، وهو أن الأطفال الذين لديهم أخ أكبر مصاب بالتوحد معرضون بنسبة 20% أكثر من غيرهم للإصابة بالتوحد.
يأمل باحثو “معهد ديفيس مايند” بجامعة كاليفورنيا أن يسهل هذا الاكتشاف تشخيص مرض التوحد في الوقت المناسب لدى الأطفال الصغار، مما يتيح التدخل المبكر للسيطرة على الأعراض بشكل أكثر فعالية.
تؤثر “اضطرابات طيف التوحد” على طفل واحد من بين كل 36 طفلاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد خصصت “منظمة الأمم المتحدة” في عام 2007 يوم 2 أبريل من كل عام للتوعية حول “اضطرابات طيف التوحد”، وهي مجموعة من السلوكيات التي تتميز بصعوبة عالية في التواصل الاجتماعي.
توصل الباحثون إلى نتائج دراستهم من خلال اختبارات شملت أكثر من 1600 طفل (تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و3 سنوات) في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، موزعين على 18 مركزاً بحثياً. اشترط البحث أن يكون لدى المشاركين على الأقل شقيق أكبر سناً مصاب بالتوحد، وتواصلت متابعتهم بين عامي 2010 و2019 من خلال تطبيق كافة المعايير المتعلقة بمؤشرات التوحد عليهم. وجد الفريق البحثي أن الأطفال الذين لديهم أخوة أكبر مصابين بالتوحد لديهم فرصة بنسبة 1 من 5 للإصابة بالتوحد، كما تبين أن جنس الطفل الأول يعد مؤشراً مهماً على احتمالية تطور التوحد لدى أشقائهم الأصغر سناً.
أوضحت قائدة الدراسة سالي أوزونوف أنه إذا كان أول طفل مصاب بالتوحد في الأسرة فتاة، فإن احتمال إنجاب طفل آخر مصاب بالتوحد يزيد بنسبة 50% مقارنة بما إذا كان الطفل الأول المصاب بالتوحد صبياً. كما أن العرق ومستوى تعليم الأم يؤثران على احتمالية تطور التوحد لدى الأطفال الآخرين، إذ أظهرت التجربة تكرار الإصابة بين الفئات الأكثر فقراً وأصحاب المستوى التعليمي الأقل.
اعتبر الباحثون أن الأطفال الذين شُخصت إصابتهم بالتوحد قبل سن 2.5 هم أكثر عرضة بثلاث مرات لإظهار تحسن في الأعراض الاجتماعية مقارنة بأولئك الذين شُخصت إصابتهم بين سن 3 و5 سنوات. وللأسف، لا يتم عادةً تشخيص الإصابة بـ”طيف التوحد” قبل سن 3 أو 4 سنوات بسبب عدم وجود مؤشرات مبكرة ثابتة. وبالتالي، فإن تحديد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتوحد أمر حيوي لإدارة الأعراض بشكل فعال.