خاص الإمارات نيوز _ رماح اسماعيل:
بحسها الفني المتقد، وبراعة ريشتها، استطاعت الفنانة التشكيلية سناء هيشري توظيف أدواتها في رسم لوحة استثنائية تزامنت مع مرور العالم بإحدى أصعب أزماته، وهي أزمة جائحة كورونا التي لم توفر مكاناً في الأرض دون أن تطرق أبوابه.
“الإمارات نيوز” كان لها مع هيشري حوار خاص تحدثت فيه عن خفايا اللوحة ودلالتها ومعانيها، فحول عنوانها “يوم راحل وغد جميل” قالت: «لم يكن عنوان لوحتي الفنّيّة مُجرّد كلمات وحروف عابرة، ولكنها مشاعر قلب وإحساس باطني ينطق بجميل الشعور، عنواناً يشعّ بالطّاقة الإيجابية، الغاية منه رصد الخير والأمل الذي ينتظرنا في الأيام المقبلة، وأنّ هناك أقدار سعيدة في أفق الغيب، وتعمّدت اختيار رسمها في هذا الزّمن، زمن الوباء، لأنه وجه آخر للعالم، وبداية جديدة في الحياة».
متابعة بالقول: «عنوان لوحتي هو رسالة تفائل، وفسْحة أمل حتى تعي الأجيال القادمة أن الوجع لا يدوم مهما طال وأن الحياة تنتصر في النهاية».
وحول استغلالها لفترة الحجر الصحي في رسم اللوحة قالت: «فترة العزلة بالنسبة لي كفنانة اعتبرها فترة نقاء روحي، و مرحلة تاَمّل، و انطلاقة نحو بداية إيجابية، هي فترة انتظار، ولا يجب اعتبارها وقت ضائع بل مليء بالإحساس الذي يمكننا ترجمته بطرق عديدة منها الفن، وهذه الفترة أيقظت بداخلي طاقة جديدة دفعتني للتغيير، وافتتاح مرسمي لأتحدى كورونا الفيروس القاتل بلوحاتي الفنيّة، في محاولة لكسره ومقاومة وحشيته وتوثيق خرابه».
وأكملت “هيشري” متحدثة عن خصوصية اللوحة: «رسمت لوحة مستوحاة من هذا الوباء، مشهد يمزج بين الرسم و النحت تستطيع أن تشاهدها و تقرأ مفهوم رسالتها في زمن قصير، ولكن تحتاج أن تتفكر فيه طول العمر، وفنّ اختياري للألوان ليست بمهمّة سهلة وأنا أعتبر أن الألوان هي قوّة جبّارة في يد الفنّان، لأنه يجلب عين المتلقّي و ينقل الشعور الصادق، فكلّ لون له معنى خاص ورموز، ويبقى اللون الأزرق الطاقة الايجابية أيقونة لوحتي الفنّية، لون التّفائل والهدوء، الذي يبعث إحساساً بالقوّة والاستقرار النفسي والمعنوي و الطُمأنينة، احساس شعرت به في الامارات العربية في ظلّ قيادتها الحكيمة وجسدته في لوحتي».
وعن ما تلحظه عين القارئ في اللوحة كالأسد والكفان الزرق، والعين، قالت: «استخدمتُ الرمزية وليس التقليدية للدلالة على الأمل عامدة لإبقاء معنى اللوحة غامضاً، لتجسيد الصراع المزلزل بين الإنسان والطاعون انتشار الوباء، وهجمة هذه الجائحة العالمية “كورونا “التي حيرت الدول العظمى، ليأتي في اللوحة رقم 12 الذي يُعطي قوّة بداية واستمرار، ورقم 3 يُولّد فينا التفاؤل والإبداع، أما عقارب الساعة تدل على انتظار وترقّب البشرية جمعاء بفارغ الصبر رحمة الله، والالتجاء إليه للحماية والوقاية من كل سوء وأذى، لذا وردت في اللوحة سورة “الفلق” من القرآن الكريم، لخلق الاستعاذة من كل شر في الحياة الدنيا ويزول شبح الموت وتنفرج الأزمة ويشع النور».
يذكر أن الفنانة التشكيلية “سناء هيشري” مدرّسة فنون جميلة بلجيكية، تونسية الأصل من خريجي معهد العالي للفنون التشكيلية الأكاديمية الملكية ببلجيكا.