متابعة – الإمارات نيوز:
مع انتشار فيروس كورونا المستجد، عاد إلى الأذهان أشخاص حولنا تنبؤوا بالكارثة، وربما تفاجؤوا مثلنا بأن ما تخيلوه أصبح فيروسا حقيقيا يفتك بالآلاف، فهناك جهات وشخصيات وعلماء تنبؤوا بوباء كورونا قبل سنوات.
ربما كان مؤسس مايكروسوفت “بيل غيتس” هو أحدث من توقعوا قدوم وباء خلال العشر سنوات التالية يشبه جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، وأكدا في العام 2015 أن على الحكومات الاستعداد له وكأنه حرب.
وكان ذلك خلال محاضرته في عرض “تيدكس” بمدينة فانكوفر الكندية، في تعليقه على تفشي فيروس إيبولا في غربي أفريقيا، والذي وصفه بالمأساة وبأن الأوبئة صارت واقعا، وفي مناقشة أخرى بشأن الأوبئة استضافتها جمعية ماساتشوستس الطبية عام 2018، قال “غيتس” إنه متشائم على غير العادة، لأن العالم لا يستفيد مما حدث في تاريخه، وأن التاريخ يؤكد أن مرضا جديدا قاتلا سينشأ وينتشر في العالم كحرائق الغابات، ونحن مشغولون عن ذلك، وأنه يمكن لشاب صغير أن يصنع في مختبره مرضا أشد فتكا من الجدري.
من جهته، كتب المؤلف “دين كونتز” روايته “عيون الظلام” عام 1981، وتنبأ فيها بانتشار الفيروس التاجي وأسماه “ووهان-400″، وهي المدينة الصينية نفسها التي انطلق منها فيروس كورونا نهاية العام الماضي.
ونشأ الفيروس في الرواية في مختبرات خارج ووهان لاستخدامها كسلاح بيولوجي قادر على قتل كل من يصيبه بنسبة 100%، وبالفعل قضى الفيروس على عدد كبير من سكان المدينة خلال تسعة أيام، كانت تلك فقط العوامل المشتركة بين الواقع والرواية، التي لاقت هجوما شديدا بعد شهرتها خلال الأحداث الجارية، لأنها تعتمد نظرية المؤامرة، لأن “ووهان-400” تم تصنيعه في الصين بهدف ضرب الولايات المتحدة، لكن أحد الباحثين انشق وتحالف معها بالنهاية لضرب الصين.
ولم يتوقف الأمر عند الرواية فقط، فبتصنيفها رواية خيال علمي، اشتركت معها العديد من الأعمال الروائية والسينمائية، ربما أشهرها فيلم “العدوى” للسيناريست “سكوت زي بيرنز”، عام 2011، عن فيروس يدعى “MEV-1″، أصبح وباء عالميا، بعدما نقله خفاش إلى خنزير ومنه إلى إنسان لم يغسل يديه قبل مصافحة شخص آخر، وكانت فترة حضانة هذا الفيروس 72 ساعة، ومعدل وفياته مرتفع.
كما كان “نوستراداموس” أشهر الأطباء والكيميائيين الفرنسيين في القرن السادس عشر، لكن السبب الأكبر لشهرته هو أنه كان يتنبأ بما سيحدث حتى عام 3797م، وجمع توقعاته في كتاب “النبوءات”، الذي جاءت فيه أخبار عن الحرب العالمية الثانية، وسقوط الشيوعية، واغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي، وصعود النازية على يد هتلر.
في كتابه الذي صدرت أول نسخة منه عام 1555، كتب “نوستراداموس” عن قوارب موت ترسو على ضفاف نهر في إيطاليا، محملة بالأوبئة وملطخة بالدماء، لتقضي على البلد وتاريخه، ولن يتوقف المرض هنا، بل سينتشر في الغرب، وتحديدا أوروبا وأستراليا وأميركا، محدثا كارثة عظيمة، وسيعيش العالم في سجن كبير خوفا من العدوى، وهو ما دفع الكثيرين إلى تفسير أن فيروس كورونا هو الموت الذي رسا على ضفاف إيطاليا ومن بعدها أميركا، وتسبب في عيش العالم في حجر صحي.
من جهة أخرى، نشرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (سي دي سي)، تقريرا يحث فيه نظام الصحة العامة في أميركا ومقدمي الرعاية الصحية الأولية على الاستعداد للتعامل مع هجمات الأوبئة البيولوجية المختلفة، بما في ذلك مسببات الأمراض التي نادرا ما تظهر في الولايات المتحدة.
وتشمل الأعراض ذات الأولوية العالية مثل أمراض الكائنات الحية التي تشكل خطرا على الأمن القومي لأنه يمكن نشرها بسهولة أو نقلها من شخص لآخر، مثل إنفلونزا الطيور والخنازير، كما تؤدي إلى معدلات وفيات عالية، ولديها قدرة على تهديد الصحة العامة؛ وقد يسبب انتشارها حالة عامة من الذعر والاضطراب في المجتمع .
وكان تقرير المراكز تابعا لظهور عدد قليل جدا من حالات الإصابة بالطاعون في أميركا، من سلالات مقاومة للمضادات الحيوية المعتمدة لعلاج الطاعون، مما جعل المراكز تحذر من الطاعون والجمرة الخبيثة والإيبولا والجدري والحمى الفيروسية، وإمكانية استخدامها سلاحا بيولوجيا، مستخدمين سيناريو قديما لباحثي منظمة الصحة العالمية، يفيد بأنه إذا حلقت طائرة محملة بـ50 كيلوغراما من مسببات الطاعون فوق مدينة نيويورك، ستخلف 150 ألف إصابة مؤكدة، ولكن لم يتوقع المركز أن يكون الوباء الجديد على هيئة فيروس يسافر أميالا وينتشر في الهواء كفيروس كورونا.
وكالات