متابعة: نازك عيسى
اكتشف باحث سويدي كيف يتقلّب حجم حدقة العين أثناء التنفس، في أول تجربة على البشر، حيث تعود الأبحاث السابقة في هذا المجال إلى عقود مضت واعتمدت على تجارب أجريت على قطط مخدّرة.
استخدم مارتن شايفر وفريقه من معهد كارولينسكا كاميرا متخصصة لقياس حجم حدقة العين لـ 100 متطوع أثناء مراقبة تنفسهم باستخدام قناع مزود بمستشعر.
و عند تحليل حجم حدقة العين عبر دورات التنفس المختلفة، ظهر نمط واضح: كانت الحدقة أصغر في بداية الاستنشاق وأكبر في منتصف الزفير. وهذا النمط يختلف عن نتائج التجارب على القطط التي أظهرت أن الحدقة تكون أكبر أثناء الاستنشاق وأصغر عند الزفير
واستمر هذا النمط بغض النظر عن ما إذا كان المتطوعون يتنفسون من أفواههم أو أنوفهم، وسواء كانوا يركزون على نقطة واحدة على الشاشة لمدة 5 دقائق أو يقومون بمهمة بسيطة على الشاشة.
وأشار شايفر إلى أن رؤيتنا تكون أكثر حدة عندما تكون حدقات العين أصغر، بينما تكون الحدقات الأكبر أكثر حساسية للمحفزات الخافتة، خاصة في الرؤية الطرفية.
ويقوم شايفر وفريقه الآن بدراسة تأثير التغييرات في حجم حدقة العين الناجمة عن التنفس على الأداء البصري للأشخاص من خلال تكليف المتطوعين بمهام بصرية مختلفة. ويهدف البحث إلى معرفة ما إذا كان بإمكاننا تغيير حجم حدقة العين عمداً عن طريق التحكم في تنفسنا.
ويضيف شايفر: “إذا كان الأمر كذلك، فقد تساعد هذه النتائج الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير على الرؤية، كما هو الحال في الرياضات مثل الرماية”. ويساعد فهم حجم حدقة العين أيضاً في تشخيص بعض الحالات الطبية، مثل الارتجاج.
ويعتقد شايفر أن تأثير التنفس على حجم حدقة العين يحدث بسبب الروابط الموجودة بين جزء من جذع الدماغ الذي يتحكم في التنفس والحدقة. لكنه يقول إنه ليس واضحاً ما إذا كان هذا تأثيراً عرضياً لتطور الدماغ أم لا.