متابعة – سماح اسماعيل
لا أحد ينكر أن الإنجاب هو أعظم نعم الحياة، ولكن لا ننكر أيضاً أنه يغير في العلاقة بين الأزواج ويترك تأثيراً واضحاً عليها، فتتغير طبيعة الحياة واهتمامات وأولويات الزوجين.
وبعد الإنجاب تتغير بعض الأشياء التي كانت تحدث بين الزوجين وتأخذ شكلاً آخر، وأهم هذه الأشياء:
1. الحوار والنقاش.
في بداية مرحلة الزواج يتشارك الزوجان في اتخاذ القرارات حتى البسيطة منها، مثل اختيار مكان قضاء الإجازة الصيفية أو هدية عيد الأم أو تغيير السيارة، وحتى في حالة عدم اقتناع أحدهما بالأمر يحاول الآخر إرضاءه والتحدث معه حتى الوصول إلى القرار المناسب.
أما بعد الإنجاب ومرور العديد من السنوات، فيفقد الزوجان القدرة على النقاش ويختلفان في معظم الأمور حتى أبسطها، فمثلاً التخطيط لقضاء يوم العطلة الأسبوعية يصبح أمراً عسيراً لا يتفقان عليه أبداً، فهو يريد شيئاً وهي تريد شيئاً آخر، والأبناء يريدون أمراً غيرهما.
2. أوقات الترفيه.
دائماً ما يبدأ الزوجان حياتهما وكل منهما يسعى إلى إرضاء الطرف الآخر، ويبذل جهداً كبيراً حتى يجعله سعيداً، أما بعد الإنجاب فيتغير الأمر، حيث تُقضى أوقات الترفيه في حضور أعياد ميلاد أصدقاء الأطفال، أو تنفيذ نشاط مدرسي خاص بالأطفال، أو مشاهدة فيلم من أفلام الكرتون معهم.
3. التواصل والحديث.
يستمتع الزوجان في بداية الزواج بالتحدث مع بعضهما البعض في كل شيء ومناقشة العديد من الأمور، بدءاً من النقاشات السياسية حتى التعليق على أحدث الأغاني، كما يتناقشان في مشكلات العمل والمنزل أيضاً، ولكن بعد الإنجاب، قد يصل الأمر إلى انعدام الحوار الذي قد يصل للخرس الزوجي، إلا من بعض الأحاديث عن متطلبات الأبناء والمنزل، أو شكوى الزوجة للزوج من عدم مذاكرة ابنهما بشكل جيد، أو تعبير الزوج بغضب عن عدم إحساسه بنظافة المنزل… وهكذا.
4. اللحظات الرومانسية.
من أهم عوامل استمرار الزواج هو الحفاظ على رومانسية العلاقة بين الزوجين، وفي بداية الزواج تكون الرومانسية في ذروتها، فهما يفضلان أن يقضيا الأوقات معاً في عشاء رومانسي في أحد المطاعم، أو السهر طوال الليل على أضواء الشموع.
ولكن بعد الإنجاب ومع مرور السنوات، يكون تشبيك اليدين للحظات عند مشاهدة أحد الأفلام حدث كبير، وذلك بالتأكيد قبل أن يصرخ أحد الأطفال لرغبته في الذهاب إلى الحمام أو سقوطه.
5. الحب.
يتغير مفهوم الحب قبل الإنجاب عما بعده، فالحب يأخذ شكلاً آخر أو مساراً جديداً، ففي الماضي كانت الزوجة تحب زوجها، ولكنها الآن تحب والد أطفالها الذي يشاركها في هذه المغامرة الكبيرة التي تسمى “الأبوة والأمومة”.