متابعة بتول ضوا
يُعدّ الكذب سلوكًا طبيعيًا لدى الأطفال، لكن تكراره أو مبالغته قد يُثير قلق الوالدين والمُربّين. فما هي أسباب كثرة كذب بعض الأطفال دون غيرهم؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه الظاهرة؟
أسباب كثرة كذب بعض الأطفال:
تُشير الدراسات إلى عدّة عوامل قد تُفسّر ميل بعض الأطفال إلى الكذب أكثر من غيرهم، تشمل:
التطور المعرفي: يبدأ الأطفال بفهم مفهوم الكذب وخداع الآخرين بين سنّي 3 و 4 سنوات. قد يلجأون إليه لاختبار قدراتهم على التحكّم بالمواقف أو التأثير على الآخرين.
الاهتمام: قد يكذب الطفل لجذب الانتباه أو الحصول على شيء يريده، أو لتجنّب العقاب أو اللوم.
قلة الثقة بالنفس: قد يلجأ الطفل إلى المبالغة أو اختلاق القصص لتعزيز صورته الذاتية أو إخفاء شعوره بالنقص.
مشاكل نفسية: في بعض الحالات، قد يكون الكذب مؤشّرًا على وجود مشاكل نفسية أعمق، مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات السلوك.
التأثيرات البيئية: قد يتعلّم الطفل الكذب من مُحيطه، مثل سلوكيات الكبار أو مشاهدة أفلام ومسلسلات تُروّج للكذب.
دراسة تكشف المزيد:
أجرت جامعة تورنتو دراسة حديثة حول سلوك الكذب لدى الأطفال. شملت الدراسة 120 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 4 و 8 سنوات. رصد الباحثون سلوكيات الأطفال خلال لعب لعبة تتطلّب منهم خداع الآخرين.
كما كشفت الدراسة عن:
ارتباط وثيق بين مهارات الكذب لدى الأطفال وتطورهم المعرفي. فالأطفال الذين أظهروا مهارات كذب أفضل كانوا أكثر قدرة على حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات. هذا ولم تُظهر الدراسة أيّ علاقة بين كثرة كذب الطفل ومستوى ذكائه.
نصائح للتعامل مع كثرة كذب الأطفال:
- الحفاظ على الحوار المفتوح: شجّع طفلك على التعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية دون خوف من العقاب.
- كن قدوة حسنة: احرص على الصدق في تعاملاتك مع طفلك ومع الآخرين.
- فسّر لطفلك عواقب الكذب: اشرح له أنّ الكذب يُدمّر الثقة ويُفسد العلاقات.
- كافئ السلوكيات الصادقة: شجّع طفلك عندما يقول الحقيقة.
- تجنّب العقاب القاسي: قد يُؤدّي ذلك إلى تفاقم المشكلة.
- اطلب المساعدة المهنية: إذا كنت قلقًا بشأن سلوك طفلك، فلا تتردّد في استشارة أخصائيّ نفسيّ.