متابعة- يوسف اسماعيل
في عالمنا المعاصر، حيث الرفاهية والخيارات الغذائية متاحة بوفرة، لا يزال سوء التغذية يشكل تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان. هذه الظاهرة المقلقة تنطوي على نقص أو اختلال في تناول العناصر الغذائية الأساسية للجسم.
مما ينتج عنه مجموعة من الأمراض والاضطرابات الصحية الخطيرة.
أحد أبرز أمراض سوء التغذية هو نقص الحديد، والذي ينتج عن عدم كفاية تناول هذا المعدن الهام في النظام الغذائي. ينجم عن ذلك فقر الدم، الذي ينطوي على تدني مستويات الهيموجلوبين في الدم، مما يؤدي إلى شعور بالتعب والإرهاق والدوار والصداع. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي نقص الحديد إلى تأخر النمو والتطور العقلي والبدني، لا سيما عند الأطفال والمراهقين.
كذلك من أمراض سوء التغذية نقص فيتامين “أ”، والذي يلعب دورًا حيويًا في صحة العين والجهاز المناعي. نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى مشاكل في البصر، مثل التهاب ملتحمة العين وجفاف القرنية، بالإضافة إلى ضعف المناعة وزيادة عرضة الشخص للإصابة بالعديد من الأمراض. ومن المجموعات الأكثر عرضة لهذا النوع من النقص فئة الأطفال والحوامل والمرضعات.
علاوة على ذلك، يعد نقص فيتامين “د” من أبرز مشكلات سوء التغذية في عصرنا الحالي. هذا الفيتامين الذي ينتج عن التعرض للشمس، له دور كبير في امتصاص الكالسيوم وتنظيم مستويات هذا المعدن في الجسم. نقص فيتامين “د” يؤدي إلى ضعف العظام والإصابة بهشاشة العظام، لا سيما عند كبار السن. وتزداد مخاطر الإصابة به في المناطق الباردة ذات الشتاء الطويل والتي تحد من فرص التعرض للشمس.
وبالإضافة إلى هذه الأمراض، ينجم عن سوء التغذية أيضًا مشاكل صحية أخرى، كنقص الزنك والذي يؤثر على النمو والمناعة، ونقص فيتامين “ب12” الذي يؤدي إلى تدهور وظائف الجهاز العصبي. كما أن الإفراط في تناول بعض المواد الغذائية يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون والإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل مرض السكري والأمراض القلبية الوعائية.
لمواجهة هذه التحديات الصحية الناتجة عن سوء التغذية، من الضروري الالتزام بنظام غذائي متوازن وصحي يحتوي على كافة العناصر الغذائية الأساسية. كما ينصح بتنويع الأطعمة والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات والدهون. وعلى الأفراد متابعة فحوصات طبية دورية للكشف المبكر عن أي اختلالات في المستويات الغذائية والعمل على معالجتها بالتوجيه الطبي المناسب.
إن الوعي بأمراض سوء التغذية وأسبابها وطرق الوقاية منها أمر بالغ الأهمية لصحة الفرد والمجتمع ككل. فالحفاظ على نظام غذائي متوازن هو أساس الحفاظ على الصحة الجيدة وتجنب المخاطر الصحية الناجمة عن سوء التغذية.