متابعة: نازك عيسى
في السنوات الأخيرة، اكتسب خل التفاح سمعة طيبة باعتباره علاجًا طبيعيًا متعدد الفوائد، يُقال إنه قادر على علاج مرض السكري، وتنظيف الجسم من السموم، والمساعدة في فقدان الوزن. ولكن، ما مدى صحة هذه الادعاءات؟
يُستخدم خل التفاح منذ قرون في الطب الشرقي التقليدي كعلاج منزلي لعدة مشكلات، مثل منع حرقة المعدة، وشفاء الجروح، ووقف السعال. ورغم أن الأدلة العلمية الغربية القوية لدعم هذه الاستخدامات ما زالت محدودة، إلا أن بعض الدراسات تُظهر فوائده في ظروف معينة.
أشارت دراسة آسيوية إلى أن خل التفاح يمكن أن يساعد في خفض محيط الخصر وإنقاص الوزن. ورغم أن هذه الدراسة ليست شاملة، إلا أنها تشير إلى بعض الفوائد المحتملة.
أظهرت دراسة أوروبية أن شرب خل التفاح قبل تناول الطعام يزيد من امتصاص الغلوكوز في العضلات، ويقلل من مستويات الأنسولين في البلازما الشريانية، ويزيد من تدفق الدم إلى العضلات لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف تحمل الغلوكوز أو ما يُعرف بمقدمات السكري. تشير هذه النتائج إلى أن خل التفاح قد يكون مفيدًا في تحسين مقاومة الأنسولين والتحكم في مستويات الغلوكوز لدى هؤلاء الأفراد.
في تجربة محدودة من جامعة هارفارد، قارن الباحثون تأثيرات تناول ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من خل التفاح يوميًا مع عدم تناوله على الإطلاق. بعد ثلاثة أشهر، لاحظ المشاركون الذين تناولوا الجرعة اليومية من الخل فقدانًا بسيطًا في الوزن وانخفاضًا في دهون البطن والدهون الثلاثية.
تنصح الطب التقليدي الشرقي بمزج خل التفاح مع عناصر أخرى لتعظيم فوائده، مثل العسل أو الزنجبيل. وهذا يتماشى مع النظرة الغربية التي تعتبر خل التفاح مصدرًا للبكتيريا الصديقة (البروبيوتيك)، والتي تدعم المناعة وتقلل الالتهابات.
بينما تشير بعض الدراسات إلى فوائد محتملة لخل التفاح في فقدان الوزن وتحسين مقاومة الأنسولين، فإن الأدلة العلمية القاطعة لا تزال محدودة. قد يكون لخل التفاح تأثير إيجابي في بعض الحالات، لكن ينبغي عدم الاعتماد عليه كعلاج وحيد لأي مشكلة صحية، ويجب دائمًا استشارة الطبيب قبل بدء أي نظام علاجي جديد.
