متالبعة: نازك عيسى
توصل علماء إلى طريقة لتحديد جين يعرف باسم TRPC5، والذي وُصف بأنه أحد أسباب تطور السمنة، والمشاكل السلوكية، واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات. وأشاروا إلى أن فقدان هذا الجين أو حدوث خلل فيه يمكن أن يسبب تلك الأمراض.
يمثل هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو تطوير علاج لاكتئاب ما بعد الولادة، حيث تُعد السمنة واكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات الصحية العالمية الرئيسية. يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على أكثر من واحدة من كل عشر نساء خلال العام الأول من الولادة، ويرتبط بزيادة خطر الانتحار. في الوقت نفسه، تضاعفت معدلات السمنة بين البالغين منذ عام 1990، وتضاعفت أربع مرات بين المراهقين.
خلال التحقيق، درس فريق البحث حالتي صبيين من عائلتين مختلفتين يعانيان من السمنة المفرطة، والقلق، والتوحد، ومشاكل سلوكية ناجمة عن الأصوات أو الروائح. وتبين أن كلا الصبيين يفتقدان جين TRPC5 الذي يقع على الكروموسوم X. وكشفت التحقيقات الإضافية أن الصبيين ورثا فقدان الجين من والدتيهما، اللتين كانتا تعانيان أيضًا من السمنة واكتئاب ما بعد الولادة.
لاختبار تأثير جين TRPC5، لجأ الباحثون إلى نماذج حيوانية، حيث قاموا بهندسة فئران وراثية تحتوي على نسخة معيوبة من الجين. أظهرت الفئران الذكور التي تحمل الجين المعيوب نفس المشاكل التي يعاني منها الصبيان، بما في ذلك زيادة الوزن، والقلق، وكراهية التفاعلات الاجتماعية، والسلوك العدواني. وأظهرت إناث الفئران نفس السلوكيات، وعندما أصبحت أمهات، ظهرت عليها أيضًا سلوكيات اكتئابية وضعف في القدرة على رعاية الأطفال.
يمثل هذا الاكتشاف فتحًا جديدًا لفهم أسباب السمنة واكتئاب ما بعد الولادة، ويفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات تستهدف جين TRPC5 بشكل محدد، مما قد يحسن من جودة الحياة للمتأثرين بهذه الحالات.