نجمة جديدة تظهر في عالم التمثيل، ممثلة ناشئة تحمل في قلبها شغف الفن وفي جعبتها طموحات كبيرة.
وبرغم أن بداياتها قد تكون حديثة، إلا أنها استطاعت أن تلفت الأنظار بسرعة بفضل أدائها المميز وحضورها القوي.
رحلتها ليست مجرد قصة شابة تطمح إلى النجومية، بل هي حكاية موهبة تتفجر بإبداع، والتزام يعكس جديتها في تحقيق مكانة مرموقة في هذا العالم التنافسي.
وللتعرف عن قرب عن الممثلة الشابة آلاء الحمصي أجرينا معها الحوار التالي:
– الممثلة الشابة آلاء الخطيب مقيمة في دبي فهل بالإمكان تزويدنا بمعلومات أكثر عنك؟وكيف بدأت رحلتك في عالم التمثيل؟ هل كان هناك حادثة معينة أو تجربة ألهمتك للدخول في هذا المجال؟
أنا آلاء الخطيب، أبلغ من العمر 25 عامًا، وقد درست فنون الأداء قسم التمثيل في جامعة المنارة، كما أنني حاصلة على شهادة في الاقتصاد بتخصص المحاسبة من جامعة تشرين.
لاتوجد حادثة محددة ألهمتني الدخول إلى عالم التمثيل، بل هو شغف نشأ معي منذ الطفولة، فقد كنت دائمًا أشعر بسعادة كبيرة عندما أقوم بتقليد الممثلين وأداء مشاهد كوميدية صغيرة أمام عائلتي وأصدقائي.
هذا الحب العميق للتمثيل دفعني للسعي وراء حلمي بجدية، فقررت أن أدرس التمثيل بشكل أكاديمي لتعزيز مهاراتي وتطوير نفسي في هذا المجال الذي أحب.
التمثيل بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، بل هو وسيلة للتعبير عن الذات واستكشاف عوالم جديدة ومختلفة، وأنا متحمسة لمواصلة رحلتي في هذا المجال وأتطلع إلى تقديم أدوار تمس قلوب الجمهور وتترك أثراً إيجابياً.
-ما الذي يجعلك تشعرين بالشغف عندما تمارسين التمثيل؟و ما هي أكبر التحديات التي واجهتها كممثلة ناشئة، وكيف تعاملتي معها؟
الشغف الذي أشعر به عند ممارسة التمثيل ينبع من حبي العميق لهذه المهنة، حيث أجد نفسي أغوص في عالم مختلف مع كل شخصية أؤديها، خاصة إذا كانت هذه الشخصية تمثل جزءًا من نفسي أو تعبر عن شيء خاص بي.
وفي هذه اللحظات، أشعر أنني أعيش حياة مختلفة وأقدم جزءًا من روحي للجمهور، وهذا هو ما يجعل التمثيل تجربة فريدة ومميزة بالنسبة لي.
أما عن التحديات، فأكبرها كان التعامل مع النظرة المجتمعية تجاه مهنة التمثيل، فنحن نعيش في مجتمع ذو عقلية شرقية، حيث لا يتقبل الجميع فكرة أن تكوني ممثلة. الكثيرون يرون الأمور من منظورهم الخاص وقد يوجهون انتقادات غير بناءة، لكنني تعلمت أن أكون متقبلة لأي نقد ضمن حدود الاحترام، وأن أتجاوز أي شيء يمكن أن يزعجني أو يؤثر عليّ سلبًا، أركز على شغفي وأعمل بجد لتحقيق أحلامي، وأترك النقاشات السلبية جانبًا، وبالنسبة لي، التمثيل هو وسيلة للتعبير عن الذات والابتكار، وهذا ما يجعلني أستمر بكل قوة وإصرار.
-ما هو الدور المفضل الذي قمت بأدائه حتى الآن، ولماذا يعني لك كثيراً؟ وما هي طموحاتك في مجال التمثيل؟ وهل لديك أهداف محددة تطمحين لتحقيقها في المستقبل القريب أو البعيد؟
الدور المفضل الذي قمت بأدائه حتى الآن كان في مسرحية “حيث وضعت علامة الصليب”،وكان هذا الدور جزءًا من مشروع تخرجي في الفصل الأول، وأديت فيه شخصية ابنة القبطان.
أحببت هذا الدور كثيرًا لأنه سمح لي باستكشاف عمق الشخصية والتعبير عن مشاعرها المعقدة، وشعرت بأنني استطعت أن أقدم أفضل ما لدي خلال سنوات دراستي من خلال هذا الدور، وكان له تأثير خاص على تطوري كممثلة.
أما بالنسبة لطموحاتي في مجال التمثيل، فأنا أطمح لأن أكون ممثلة متمكنة من كافة الأدوار، وأن أصبح يومًا ما اسمًا بارزًا في عالم التمثيل.
أرغب في تقديم أدوار مركبة ومعقدة تتطلب الكثير من التحدي والإبداع، وأهدف إلى الاستمرار في تطوير مهاراتي والعمل على مشاريع تلهمني وتدفعني للأمام.
آمل أن أكون قادرة على تقديم أعمال تترك بصمة وتأثيرًا إيجابيًا على الجمهور، وأن أستمر في تقديم شخصيات تستحق أن تروى قصصها.
-كيف يمكن للتمثيل أن يؤثر في المجتمع برأيك؟
أرى أن التمثيل يمكن أن يكون له تأثير عميق في المجتمع من خلال قدرته على توصيل رسائل قوية وتحفيز التفكير والتغيير، فالممثلون يمتلكون الفرصة لتجسيد قصص وتجارب تعكس واقع المجتمع وتحدياته، مما يساهم في توعية الناس وتسليط الضوء على قضايا هامة.
بالنسبة لي، أعتبر أن كل دور أؤديه يحمل رسالة معينة أود إيصالها. أسعى من خلال أدواري إلى تسليط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة الإنسانية، سواء كانت تتعلق بالعدل، أو الحب، أو التحديات الاجتماعية، وهدفي هو أن أقدم شخصيات تجعل الجمهور يتفكر ويتعاطف ويعيد النظر في بعض الأمور.
أما بالنسبة لتأثير التمثيل على الشخصية الحقيقية للممثل، فأنا أؤمن أن الممثل يجب أن يكون قادرًا على الفصل بين دوره وحياته الشخصية، والقدرة على الدخول في الحالة التمثيلية والخروج منها بوعي هي مهارة أساسية للممثل.
يمكن للممثل أن يعيش تجربة الشخصية بعمق أثناء التصوير، لكنه يعرف تمامًا متى يعود إلى واقعه اليومي دون أن يتأثر به بشكل دائم.
-الدعامات التي يتوجب ان يستند عليها الممثل في نجاحه؟
هناك عدة دعامات أساسية يجب أن يستند عليها الممثل لتحقيق النجاح، وأهمها:
الموهبة هي الأساس الأول والأخير لنجاح أي ممثل، وهي الشرارة التي تميز الممثل وتجعل أداءه طبيعيًا ومؤثرًا.
الموهبة تساعد في تقديم الأدوار بشكل صادق وعميق، مما يجعل الجمهور يتعاطف ويتفاعل مع الشخصيات التي يجسدها الممثل.
كما يعد التفاني في العمل والاجتهاد مفتاحا النجاح، إذ يجب على الممثل أن يكون ملتزمًا ومجتهدًا في تطوير مهاراته، وأن يبذل جهدًا كبيرًا في التحضير لكل دور. الإتقان يتطلب التدرب المستمر، وتحسين الأداء، والعمل على تفاصيل الشخصية بشكل دقيق.
ولابد من فهم الشخصية بعمق وتجسيدها بشكل واقعي، حيث يجب على الممثل دراسة الشخصية جيدًا، و يشمل ذلك فهم خلفية الشخصية، دوافعها، مشاعرها، وعلاقاتها بالآخرين، وذا يساعد الممثل على تقديم أداء مقنع يجعل الشخصية حية وحقيقية.
وبالطبع يتوجب على الممثل الالتزام بأخلاقيات المهنة والاحترافية في التعامل مع الزملاء والمخرجين وفريق العمل ، فالاحترام، والانضباط، والعمل بروح الفريق يعزز من سمعة الممثل وتفتح أمامه المزيد من الفرص.
وعلى الممثل الحصول على تعليم أكاديمي في فنون الأداء، وحضور ورش العمل والدورات التدريبية لأن ذلك يساعد على صقل مهارات الممثل والتعرف على تقنيات جديدة، فالتعليم المستمر هو ركيزة هامة لتطوير الأداء وتحقيق النجاح في مجال التمثيل.
وتعد الثقة بالنفس ضرورية للممثل ليتمكن من مواجهة التحديات والوقوف أمام الجمهور بثبات، فالثقة تعزز من قدرة الممثل على تقديم أداء قوي ومؤثر، وتجعله يتعامل بمرونة مع الانتقادات والملاحظات.
وعلى الممثل قبول التحديات وتجربة أدوار متنوعة مما يساهم في بناء خبرة واسعة ويساعد الممثل على النمو والتطور، والتنوع يبرز قدرة الممثل على التكيف مع مختلف الشخصيات والأنماط التمثيلية.
بالتوازن بين هذه الدعامات، يمكن للممثل أن يبني مسيرة ناجحة ويحقق تأثيرًا إيجابيًا في عالم التمثيل.
– هل هناك ممثلة معينة أو شخصية تعتبرينها مصدر إلهام لك في مسيرتك التمثيلية؟ ولماذا؟
بالتأكيد، هناك العديد من الممثلين والممثلات الذين ألهموني في مسيرتي التمثيلية، وليس هناك شخص محدد فقط، فما يلفتني حقًا هو الطريقة التي يتعامل بها كل ممثل مع دوره، وكيف يستطيع تقديم الشخصية بعمق وإبداع.
أحب مراقبة التفاصيل الدقيقة في أداء الممثلين المختلفين، سواء كانوا محليين أو عالميين، وكيف يعطون الحياة للشخصيات التي يجسدونها.
كل دور فريد من نوعه، وكل ممثل يجلب شيئًا مميزًا إلى الشخصية التي يؤديها، وهذا ما يلهمني ويحفزني على التطور في عملي.
أعتقد أن التعلم من تنوع الأساليب والأداءات المختلفة يساهم في إثراء تجربتي الشخصية كممثلة، لذلك، أعتبر أن إلهامي يأتي من مجموعة واسعة من الممثلين والأدوار، وليس من شخص واحد فقط، وهذا التنوع يساعدني على تطوير أسلوبي الخاص والاستفادة من التجارب الغنية لكل ممثل وممثلة في هذا المجال.
-كيف تتجهين للتحضير لأدوارك؟ هل تميلين للبحث والدراسة المكثفة أو تعتمدين على الانفعالات الشخصية والتجربة الشخصية؟
عندما أحضر لأدواري، أميل إلى اتباع نهج شامل يجمع بين البحث والدراسة المكثفة والانفعالات الشخصية والتجربة الذاتية، فأولاً، أقوم بقراءة النص بعمق لفهم السياق العام للقصة والشخصيات المتداخلة، وهذا يساعدني في الحصول على صورة شاملة عن الدور الذي سأقوم به.
وخلال دراستي للنص، أحرص على قراءة الكثير من المواد المتعلقة بالشخصية، سواء كانت مقالات، كتب، أو حتى مقابلات وأفلام وثائقية ذات صلة. هذه القراءة تساعدني في تكوين فكرة واضحة عن خلفية الشخصية ودوافعها، وكذلك في استلهام بعض السمات والتفاصيل الدقيقة التي قد تضيف بعدًا آخر لأدائي.
وبعد أن أكون قد جمعت معلومات كافية وفهمت الشخصية بشكل جيد، أبدأ في تطبيق ما قرأته بطريقة تتناسب مع إحساسي الشخصي وانفعالاتي، وأحرص على أن أضيف لمسات من تجربتي الشخصية إذا كانت تتوافق مع طبيعة الشخصية والدور. هذا يمنح الأداء صدقًا وعفوية ويجعل الشخصية أقرب إلى الواقع.
بالإضافة إلى ذلك، أتفاعل مع النصوص والأحداث من خلال مشاعري وانفعالاتي، مما يساعد في إبراز جوانب إنسانية وعاطفية في الشخصية.
أعتقد أن التوازن بين البحث والدراسة المكثفة والانفعالات الشخصية هو المفتاح لتقديم أداء متميز ومؤثر.
في النهاية، أعمل على دمج كل هذه العناصر لتقديم أداء يشعر الجمهور بأنه حقيقي ومؤثر، ويجعل الشخصية تنبض بالحياة على الشاشة أو على خشبة المسرح.
-ما النصيحة التي تودين أن تقدميها للشباب الذين يرغبون في الدخول في عالم التمثيل؟
بالرغم من أنني ما زلت أتعلم وأتلقى النصائح في هذا المجال، إلا أنني أدركت أهمية بعض الأساسيات التي يمكن أن تساعد أي شاب يرغب في الدخول إلى عالم التمثيل. أولاً، الموهبة هي نقطة البداية ولكنها ليست كافية لوحدها، فيجب أن تكون ملتزمًا ومستعدًا للعمل بجد والتعلم باستمرار.
ثانياً، دراسة الشخصيات والنصوص بعناية، وفهم الدوافع والعواطف التي تقف وراء كل دور، يمكن أن يساعد في تقديم أداء أكثر واقعية ومؤثر.
ثالثاً، لا تتردد في الاستفادة من التجارب الشخصية والانفعالات الذاتية، فهذا ما يجعل أدائك فريداً ومميزاً.
وأخيراً، تذكر أن تكون مرناً ومتقبلاً للنقد والنصائح. كل تجربة وكل ملاحظة يمكن أن تكون فرصة للتعلم والنمو، واستمر في السعي نحو التحسين ولا تفقد الشغف والإصرار على تحقيق أهدافك.