متابعة: نازك عيسى
تشير الأبحاث إلى أن التحيزات في نصفي الدماغ، التي تؤدي إلى استخدام اليد اليمنى أو اليسرى بشكل أكثر، تطورت لأنها تسمح لجانبي الدماغ بالتحكم في سلوكيات مختلفة في وقت واحد، مما يحمي من الارتباك. إذا كان لكل من جانبي الدماغ سيطرة متساوية على الوظائف الحرجة، فقد يوجهان الجسم لتنفيذ استجابات غير متوافقة في نفس الوقت.
وقد وجدت الدراسات أن هذه التحيزات موجودة لدى الحيوانات أيضاً، حيث تظهر في جميع الفقاريات تقريباً. على سبيل المثال، الدجاج لديه تحيزات بصرية تساعده في التمييز بين الحبوب التي يمكن أكلها والحصى. وبالنسبة للحيوانات، تساعد التحيزات أحياناً في الصيد أو الهروب من المفترسات.
وفي دراسة حديثة، تحقق باحثون من جامعات لندن وساسكس وأكسفورد ووستمنستر البريطانية، ومعهد ماكس بلانك الألماني، في ارتباطات أخرى بين سلوك الإنسان وهذه التحيزات. وشارك في الدراسة أكثر من 1600 شخص من أعمار وأعراق مختلفة.
وجدت الدراسة أن غالبية المشاركين لديهم تحيز قياسي، مثل استخدام اليد اليمنى للمهام الحركية وتحيز المجال البصري الأيسر لمعالجة الوجه. ومع ذلك، لم يكن هذا التحيز موجوداً لدى الجميع.
في تجربة وضع أوتاد لتكوين لوحة، لاحظ الباحثون أن بعض الأشخاص لا يستخدمون دائماً اليد المفضلة، وأن هناك تفاوتاً في درجة استخدام اليد المفضلة بين الأشخاص. وتم قياس استخدام اليد لدى المشاركين باستخدام مهمة لوحة الأوتاد لمطابقة الألوان. تبين أن الذين لديهم تحيز خفيف إلى متوسط في استخدام اليد (يسار أو يمين) وضعوا أوتاداً مطابقة للألوان بشكل صحيح أكثر من الذين لديهم تحيز قوي أو ضعيف.
تشير هذه النتائج إلى أن التحيزات الشديدة قد تحد من مرونة الأداء لدى البشر، على عكس الحيوانات البرية التي يساعدها هذا التطرف في مواجهة وظائف حرجة مثل الصيد أو الهروب والنجاة.
في جزء آخر من التجربة، اختبر الباحثون ارتباطات المهارات الاجتماعية باتجاه التحيز. تم تصنيف المشاركين حسب تحيزاتهم في اليد والجانب البصري إلى أربع مجموعات: المجموعة القياسية (اليد اليمنى، الجانب البصري الأيسر)، والمجموعة الشائعة يمين (اليد اليمنى، الجانب البصري الأيمن)، والمجموعة الشائعة يسار (اليد اليسرى، الجانب البصري الأيسر)، والمجموعة المعكوسة (اليد اليسرى، الجانب البصري الأيمن).
لم تظهر المجموعة القياسية (53% من المشاركين) ميزة اجتماعية مقارنة بالمجموعات الأخرى، ولكن المجموعة المعكوسة كانت أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بالتوحد أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
تعتبر النتائج الخاصة بالارتباطات الاجتماعية أولية وتتطلب مزيداً من البحث والاختبار.