تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ الدور الهام الذي تقوم به الدولة في مجال العمل الإنساني ودعم الملايين حول العالم، واستمرار ميلشيا الحوثي المدعومة من إيران إفشال أي جهود سياسية للحل في اليمن، والتفجير الانتحاري الذي تبنته “داعش” لعرس في أفغانستان، ووقوف الإمارات مع المملكة السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، إضافةً إلى مواصلة الاحتلال الإسرائيلي مجازره وانتهاكاته بحق الشعب القلسطيني.
فتحت عنوان “عطاء الإمارات المستدام”، قالت صحيفة “الوطن”: “في اليوم العالمي للعمل الإنساني، تؤكد الإمارات مسيرتها الزاخرة بمحطات لا حصر لها، وأن العمل الإنساني نهج ثابت ومسيرة أصيلة في الوطن الذي أُسس على القيم النبيلة ومخزون شعبه من الأصالة والتعبير عما يكنه من خير ومشاعر تجاه جميع أمم الأرض، ولم يعد مقتصراً على كونه يتم في محطات معينة أو خلال فترات الأزمات والصراعات والكوارث الطبيعية التي تعاني منها عدد من المناطق حول العالم، بل تعداه ليكون مسيرة ثابتة تنتهج الجانب التنموي الذي تستطيع من خلاله الدولة تأمين كل مقومات مواجهة التحديات للشعوب المستهدفة، وبالتالي تكون القدرة على إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في الواقع، وذلك بتمكين الملايين حول العالم وفي عشرات الدول عبر الدعم الإماراتي التنموي من امتلاك القدرة على مواجهة أي تحد واكتساب مناعة التعامل مع جميع المضاعفات التي يمكن أن تنشأ، خاصة أن الدعم الإماراتي لا يقتصر على المساعدات الإغاثية العاجلة فقط كالغذائية والدوائية وما شابه ذلك، بل تشمل الكثير من الجوانب الحياتية كالاقتصادية والتعليمية والاجتماعية”.
وأشارت إلى أن ما يميز العمل الإنساني في الدولة، أنه يقوم وفق استراتيجية كبرى برعاية القيادة الرشيدة ودعمها وتوجيهها، سواء من حيث مأسسته، أو من حيث القدرة على التجاوب الفعال مع جميع الحالات الطارئة حول العالم، خاصة أن الإمارات تزخر بالكفاءات الوطنية التي باتت تمتلك من الخبرات ما يؤهلها لإدارة عمليات الدعم الإنساني في كل مكان وبجميع الظروف، يضاف إلى ذلك إيمان جميع أبناء الإمارات بالرسالة الإنسانية السامية التي تستهدف تبديد آلام المحتاجين ورسم الابتسامة وتعزيز الثقة بأن في هذا العالم من لم ولن يترك كل محتاج وحيدا.
وأضافت أنه خلال محطات كثيرة من الملاحم الإنسانية والعطاء الذي لا يعرف الحدود، قدمت كوكبة من أبناء الإمارات الأبرار أرواحهم في سبيل الواجب وإغاثة المحتاجين وإيصال الدعم، فاكتسبوا بجدارة لقب ” شهداء الإنسانية ” وباتت سيرهم وأعمالهم وسام فخر واعتزاز في قلب جميع المؤمنين بالإنسانية ومثلها وما يجب أن تكون عليه.
وشددت على أن التحدي الذي يفرضه العمل الإنساني هائل وكبير جداً، لكن أبناء الوطن الذين عودوا العالم على السباق مع الزمن لنجدة كل مكان يتعرض للأزمات، جعل الدولة على قمة عرش العطاء الإنساني الأكثر دعماً وهبة وعطاء، ولا شك أن ذلك لم يكن يوماً إلا ترجمة حقيقة لما يحمله الوطن من قيم وما يترجمه أبناؤه من إحداث الفارق والبحث عن تعزيز الجهود التي يتم تطويرها وتنميتها وفق استراتيجيات تجعل السباق مع الزمن من جهة والنظرة المستقبلية عبر المشاريع التنموية المستدامة، حقيقة ثابتة.
وذكرت أن جوهر الإنسانية الذي عبرت عنه الإمارات منذ تأسيسها، أن مواقفها المشرفة تلك لم تكن يوماً رهناً بأي شيء أو لأي مقابل كان، فقط إرضاء لما يحمله شعبها من قيم نبيلة وإرادة صلبة ونوايا خيرة يعبرون عنها في محافل الإنسانية وقبل أن يتلقوا طلباً للدعم. وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها إنه في يوم العمل الإنساني نفخر جميعاً بمواقف الإمارات وقيادتها الرشيدة التي كان لها أعظم الأثر في دعم الملايين حول العالم وإحداث التغيير الإيجابي المنشود.
وحول موضوع آخر وتحت عنوان “إرهاب واحد”، قالت صحيفة “الاتحاد”: ” كلمة واحدة تجمع بين ميليشيات الحوثي في اليمن، و” داعش” في أفغانستان، هي الإرهاب، بأبشع صوره وأشكاله مع الاختلاف في أدوات التنفيذ فقط”. وذكرت أن تجار الموت من الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران، مصممون على تخريب أي جهود للحل في اليمن من خلال الإرهاب اليومي لطائرات ” درون ” التي استهدفت مؤخراً معملاً للغاز في حقل الشيبة البترولي السعودي، بما يؤكد تعمدها إفشال أي جهود سياسية، بما في ذلك اتفاق ستوكهولم الأخير.
وأضافت أن أشباه هؤلاء من التجار موجودون أيضاً وإنْ بلباس آخر تحت مسمى “داعش” في بلاد لم تعرف الاستقرار منذ عقود طويلة، هي أفغانستان التي شهدت تحول أحد أعراسها إلى مأتم عزاء جراء تفجير انتحاري في كابول، حصد عشرات الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال، مؤكّدةً أن موقف الإمارات واضح في التضامن والوقوف مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، انطلاقاً من أن أمن البلدين كل لا يتجزأ. والموقف واضح أيضاً في دعم الحكومة الأفغانية في مواجهة خطر الإرهاب، ودفع اتجاهات السلام الشامل القادر على إضعاف الجماعات الإرهابية.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “إن الإرهاب الحوثي، والإرهاب الداعشي واحد، وموقف الإمارات من آفة الإرهاب والتطرف ثابت لا يتغير في إدانتها واستنكارها، وحشد جميع دول العالم لمواجهتها بالعمل المشترك”.
من ناحيتها وتحت عنوان “الحوثي وكيل إيران”، أكدت صحيفة “البيان” أن ميليشيا الحوثي الإيرانية الانقلابية هي الخطر الأكبر والرئيسي في اليمن، وهي التهديد الذي يجب أن تتوحد كل الجهود ضده، خاصة وأن استراتيجيات هذه الميليشيا هي جزء لا يتجزأ من مخططات إيران واستراتيجياتها العدوانية للهيمنة على المنطقة، ولقد أكد اللقاء الذي تم أخيراً بين قيادات الميليشيا والمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، أن هذه الميليشيا تعمل “وكلاء لطهران”، فهذا الوصف يجسد طبيعة وأهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية، خاصة مع إشادة خامنئى بجرائمهم واعتباره إياها جهاداً، بالضبط كما تصف القاعدة وداعش وغيرها أنفسهم.
وأضافت أنه في ظل هذه الشراكة الشيطانية، والدعم العسكري والسياسي والمادي غير المحدود الذي تقدمه إيران للميليشيا، تقلصت فرص السلام والحوار والمفاوضات في اليمن، وهو ما يؤكده فشل كل مساعي السلام والحوار مع الحوثيين، وها هو اتفاق استوكهولم الموقّع في ديسمبر الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة يحتضر تدريجياً مع الاعتداءات المستمرة للميليشيا الحوثية بصواريخها وطائراتها المسيّرة الموجّهة نحو المملكة العربية السعودية وتهديدها المباشر للأراضي المقدسة، هذه الهجمات التي تعترف بها الميليشيا علناً، والتي تشكل جرائم حرب واضحة وفق القانون الدولي الإنساني.
وخلصت “البيان” في ختام افتتاحيتها إلى أن ما تفعله الميليشيا الحوثية الإيرانية في اليمن وجوارها والدعم الإيراني غير المحدود لها، إنما يكشف عن الخطر المحدق الذي لا ينتظر اليمن فحسب، بل كل المنطقة، الأمر الذي يتطلب وبحزم توحيد الجهود وتركيزها لمواجهة هذه الميليشيا الإرهابية.
من جانب آخر وتحت عنوان “دماء لا تُحقن”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل مجازره بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، ودائماً بناء على مزاعم يدرك الاحتلال جيداً أنه لن يتم التدقيق فيها، خاصة أن تشريعاته تبيح له استباحة دماء الشعب الأعزل وإن بمجرد الشك، والكثير من القوانين العنصرية السارية تعتبر مبرراً وذريعة ترتكب من خلالها قوات الاحتلال ومستوطنيه الجرائم بحق فلسطين وشعبها في انتهاك سافر لجميع القوانين وشريعة حقوق الإنسان”.
ولفتت إلى أنه خلال الفترة الماضية بدا أن الدم الفلسطيني كالعادة سيكون وسيلة انتخابية للكيان كالعادة أو للحصول على الحقائب الوزارية، وفوق هذا كله لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن القيام بدوره أو تحمل مسؤولياته كما يجب، فالرد دائماً يكون ببيانات ودعوات مجردة، يتلقاها الاحتلال بارتكاب المزيد من الجرائم في غياب أبسط أنواع المحاسبة.
وقالت إن ما تتعرض له فلسطين يبدو وكأنه من يوميات الاحتلال، والغريب أنها تكاد لا تأخذ مكانها ضمن الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، وليس مرد هذا ما تشهده المنطقة والمجتمع الدولي من أحداث وتطورات، بل لنهج الاحتلال في التنكيل بكل ما يمت إلى فلسطين بصلة منذ عقود طويلة، واليوم تتواصل هذه العنصرية البغيضة التي ينتهجها الكيان المحتل بشكل متواصل وعلني، ويعلنها مع المبررات التي اعتاد على ادعائها ويدرك الجميع زيفها وبطلانها.
وأضافت أن السلام غاية نبيلة، لكن دون مقومات ومع استمرار هضم الحق الثابت للشعب الفلسطيني بوطنه ودولته وحقه في الحياة لا يمكن أن يكون السلام ممكناً، متسائلة بماذا يمكن أن توصف ردة فعل شعب كامل يتعرض للانتهاكات وارتكاب المجازر والزج به في غياهب السجون لفترات طويلة وسلب أرضه وممتلكاته وتفشي الاستيطان والقضاء على مزروعاته والتضييق على لقمة عيشه ودفعه للنزوح الكثير غير هذا؟.
وأوضحت أن كل ذلك جعل تاريخ الأرض الفلسطينية يغص دائماً بقصص المآسي والألم والويلات والياس من موقف حاسم للمجتمع الدولي الذي عليه أن يقوم بدوره وتأمين أبسط مقومات الحماية للشعب المنكوب، وهو ما تكفله جميع القوانين والتشريعات الدولة والمئات من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تؤكد كامل حقوقه كشعب أعزل يريد حقوقه المنصوص عليها والثابتة والتاريخية, في حين أن الواقع الدامي الذي يعانيه جراء وحشية الاحتلال هو الحقيقة الوحيدة واليوميات التي يعاني منها على مدار الساعة.
وقالت صحيفة “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “من حق الشعب الفلسطيني أن ينعم بقيام دولته وفق القرارات الدولية ذات الصلة وأن يتم وضع حد لكل ما يتعرض له، وذلك من مسؤولية المجتمع الدولي”.