متابعة بتول ضوا
أعلنت السلطات الروسية عن قرارها بردم حفرة “كولا” بشكل نهائي، بعد شكاوى متكررة من السكان المحليين من سماع أصوات غامضة تُصدر من الحفرة، التي تُعدّ الأعمق في العالم بعمق يزيد عن 40 ألف قدم.
تُعدّ حفرة “كولا” ثمرة مشروع علمي ضخم بدأ في خضمّ الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، سعياً وراء إنجازات علمية مميزة. حيث شرع السوفييت في حفرها بهدف الوصول إلى أعمق نقطة في قشرة الأرض، لفهم تكوينها وتاريخها بشكل أفضل.
على مدار 20 عاماً من العمل الدؤوب، نجح العلماء السوفييت في الوصول إلى عمق 12,230 متراً في منطقة بيتشنغسكي بشبه جزيرة كولا، بالقرب من الحدود مع النرويج. أسفر هذا الإنجاز الاستثنائي عن تحقيق العديد من الاكتشافات العلمية الهامة.
مع ازدياد عمق الحفرة، واجه العلماء تحديات هائلة، حيث ارتفعت درجات حرارة الصخور المحيطة إلى 180 درجة مئوية، أي حوالي ضعف الحرارة التي توقعها الباحثون.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، جفت مصادر التمويل اللازمة لمواصلة العمل في هذا المشروع الضخم، وتوقفت عمليات الحفر عام 1989.
تحولت الحفرة التي تعدّ الأعمق في العالم من موقع علمي هام إلى وجهة سياحية غامضة تجذب الفضوليين من مختلف أنحاء العالم، حتى
رغم تحول المباني ومحطة الأبحاث المحيطة بالحفرة إلى أنقاض.
في السنوات الأخيرة، انتشرت تقارير محلية عن سماع أصوات غامضة صادرة من حفرة كولا التي يبلغ عرضها 23 سنتيمتراً، حيث وصفها البعض بأنها تشبه “صوت الانفجارات” أو “موسيقى أفلام الرعب”.
أثارت هذه الأصوات مخاوف السكان المحليين، ما دفع السلطات الروسية إلى إغلاق الحفرة بغطاء معدني ضخم، وأحكمت الإغلاق باللحام لمنع أي شخص أو شيء من السقوط فيها. مع تزايد شكاوى الأصوات التي يدعي السكان سماعها، قررت السلطات ردمها نهائياً