تناولت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الخميس، جهود الإمارات في مكافحة فيروس “كورونا” المستجد محليا وعالميا ما وضعها بالمركز الأول إقليميا في مكافحة وعلاج المرضى من الفيروس القاتل، مؤكدة على قوة ومرونة اقتصاد الدولة الذي يقف حائط صد في وجه تداعيات الأزمة العالمية جراء انتشار الوباء.
صدارة الإمارات في الدعم والمكافحة
فمن جانبها وتحت عنوان “صدارة الإمارات في الدعم والمكافحة”، كتبت صحيفة “البيان” في افتتاحيتها: “قدمت دولة الإمارات نموذجا عالميا في مكافحة وباء فيروس «كورونا» محليا وعالميا، وضعها بالمركز الأول إقليميا في مكافحة وعلاج المرضى من الفيروس القاتل، وضمن أفضل دول العالم في الدعم والتضامن الدولي، لمساعدة المنظمات الدولية والدول في مواجهة الوباء، ونالت عن ذلك الشكر والتقدير من العديد من الجهات”.
وأضافت الصحيفة: “حسب آخر التصنيفات الدولية، جاءت دولة الإمارات بالمركز الأول عربيا والعاشر عالميا من حيث فعالية العلاج لمصابي فيروس «كورونا» وكفاءته، وأيضا من حيث السلامة والاستقرار، وذلك وفق تصنيف صدر مؤخرا عن مجموعة Deep knowledge Group، التي تتخذ من لندن مقرا لها، هذا في الوقت الذي تخلفت فيه دول كبرى ومتحضرة إلى أسفل قائمة التصنيف، وقد أشادت منظمة الأمم المتحدة بالدعم السخي، الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة، وبجهودها الإنسانية لنقل الإمدادات الطبية ولوازم الحماية من فيروس «كورونا» المستجد /كوفيد – 19/ إلى مختلف بؤر تفشي الوباء في العالم.
ولفتت إلى ما أكده برنامج الأغذية العالمي، في بيان وزعه في جنيف، بالتزامن مع الإعلان عن انطلاق أول رحلة تضامن جوية للأمم المتحدة لنقل الإمدادات الطبية إلى الدول الأفريقية، أن دولة الإمارات، ومن خلال المركز الإقليمي اللوجستي لمنظمة الصحة العالمية في دبي لعبت دورا رئيسيا في إعداد هذه الإمدادات، وشحنها إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
واختتمت “البيان” افتتاحيتها بالقول: “إنها إمارات البناء والإنسانية، التي اعتادت إحراز المراكز المتقدمة في التنمية والتطوير، وها هي بالمقدمة في مكافحة وعلاج أخطر الأزمات، التي يواجهها العالم”.
اقتصادنا المستدام
من جهتها وتحت عنوان “اقتصادنا المستدام”، كتبت صحيفة “الاتحاد” في افتتاحيتها: “اقتصاد الدولة القوي والمرن، يقف حائط صد في وجه تداعيات الأزمة العالمية جراء انتشار فيروس «كورونا»، عبر حزم وتحفيزات أقرتها الدولة لمساعدة القطاعات الأكثر تضررا من الأزمة، إلى جانب تدابير تعنى بالأفراد وتعزيز قدرتهم في مواجهة التحدي، وإطلاق مساهمات مجتمعية داعمة لجهود الدولة في التصدي للوباء”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحزم التحفيزية جاءت متنوعة وتغطي مختلف المجالات، لدعم القطاع المالي والمصرفي والسياحي والتأمين وشركات القطاع الخاص وغيرها، عبر تقديم إعفاءات وتسهيلات وتخفيض رسوم التراخيص والجمارك ومنح مهل طويلة الأمد للسداد، إضافة الى التأكيد على اتخاذ تدابير متلاحقة ومتناسبة مع تطورات الأزمة، ما وضع الإمارات في مقدمة الدول الأسرع استجابة لدعم وتحفيز القطاعات الاقتصادية.
ونوهت إلى أن الحزم المقدمة للتسهيلات، رافقتها مبادرات مجتمعية منها «معا نحن بخير» وغيرها الكثير التي أثبتت تكافل المجتمع مع دولته في تجاوز هذه الأزمة، بالتزامن مع صدور العديد من القرارات الهادفة والإجراءات الحكومية التي تدعم القطاعات بمختلف مجالاتها.
واختتمت ” الاتحاد ” افتتاحيتها بالقول: “التقارير الدولية وتحديدا الصادرة عن صندوق النقد الدولي، تؤكد امتلاك الإمارات إجراءات وقائية كثيرة تجعل اقتصادنا مرنا قادرا على التجاوب مع الأزمات، بالإضافة إلى قدرته السريعة على التعافي بصفته من الاقتصادات الأكثر انفتاحا”.
بالأمل .. ننتصر
أما صحيفة “الخليج” فكتبت تحت عنوان “بالأمل .. ننتصر”: “مع إشراقة كل شمس ينبلج صبح جديد، وتفتح نوافذ الأمل بحتمية الانتصار على هذا الوباء الذي هاجم على حين غرة، وأجبر العالم على الانزواء، والتزام المنازل، وأغلق المنافذ، وسد الطرقات، وعطل الحياة، وقضى على الآلاف، وأصاب أضعافهم من البشر، ولا يزال سادرا في وحشيته، وجبروته، والعالم لا يصدق هول الفاجعة التي حلت به، ويعمل جاهدا للخروج من جحيمها، لكن كل ذلك؛ ليس إلا مجرد امتحان للإنسان، وقدرته على التحدي، والمواجهة، والانتصار، وعلى التعلم من أخطائه، والمضي قدما في سباق المعرفة، وولوج أبواب العلم، والحضارة، والتوصل إلى العلاج الشافي من هذا الوباء”.
وأضافت الصحيفة: “أجل، سيمضي هذا الوباء، والغم، والحزن، وستعج الطرقات مجددا بروادها، وستفتح الأبواب والنوافذ على مصاريعها، وستعود حركة المصانع، والمعامل، وسيعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة في جامعاتهم، ومدارسهم، وكذلك ملايين العمال، والموظفين، إلى مؤسساتهم، ومكاتبهم، وستخلو المستشفيات من ضحايا هذا الوباء، وستكتظ الأسواق، والمطاعم، والمقاهي، والشواطئ.. وستعود الحياة، كما كانت، وأجمل”.
وأكدت أنه بالتفاؤل والصبر سنخرج من المنزل، وغرف الحجر الصحي؛ وبالوعي والثقة بالنفس سنهزم الوباء، فلنزرع البسمة في كل بيت كي تنبت الورود من جديد، ويعم شذاها الجنبات .. في المصائب والمحن الكبرى كل ما يحتاج إليه الإنسان هو الأمل، والتفاؤل، والشجاعة، والتخلي عن الخوف، والنظر إلى النصف المملوء من الكأس، وليس إلى النصف الفارغ، وقد قيل «يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر، لكنه لن يستطيع العيش بلا أمل»، وقيل أيضا «إذا فقدت مالك فقد ضاع منك بعض الشيء، أما إذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء».
وقالت: “لن نخاف، ولن يهزمنا الرعب، فالغروب لا يحول دون شروق جديد، فالشمس عندما تظلم في ناحية فإنها تشرق في ناحية أخرى، ونحن لن نلعن الظلام، بل سنضيء شمعة بانتظار بزوغ الفجر الآتي حتما، إنها أوقات صعبة سنجتازها بقوة الإيمان .. كم نحن بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، لأن نتعرف إلى حقيقتنا كبشر، وأن نمد أيادينا إلى بعضنا بعضا بأخوة، ودفء، وتسامح، وتواضع، ونعود إلى إنسانيتنا لأنها وحدها طريق خلاصنا، ثم أن نتخلى عن أنانيتنا، ونعمل معا، من أجل سلام حقيقي بلا خوف، أو حقد، أو عداوات؛ ونقدم شيئا جديدا لأولادنا، وأحفادنا، غير الحروب، وأسلحة الدمار، والتهديدات، والعقوبات، والحصار”.
واختتمت “الخليج” افتتاحيتها بالقول: “أجل، علينا أن نجعل من التباعد الجسدي الذي يفرق البشر الآن، إلى جسر للقاء الإنساني، تأكيدا على اللحمة بين الإنسان، وأخيه الإنسان، لعل العالم يخرج من هذا الجحيم أكثر إنسانية وعدلا، وأقل خوفا، وأكثر أملا، وإصرارا على صنع السلام، واحترام الإنسان، وحقوقه .. نحلم بغد جديد، وشمس مضيئة.. إنه الأمل الذي لن يخيب”.