متابعة- يوسف اسماعيل
تعد النرجسية أحد الاضطرابات الشخصية التي تؤثر على سلوك الفرد وطريقة تعامله مع الآخرين. وقد أصبحت هذه الظاهرة أكثر شيوعًا في المجتمعات المعاصرة، وخاصةً لدى النساء. فالنرجسية تجعل الفرد ينتابه شعور مبالغ فيه بأهميته الذاتية، ويستمد قيمته الشخصية من ذاته دون الاعتماد على الآخرين. وهذا ما قد يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية والأسرية.
أسباب النرجسية عند المرأة:
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور النرجسية لدى المرأة. فقد يكون أحد أهم هذه الأسباب هو نقص الاهتمام والرعاية في مرحلة الطفولة، مما يؤدي إلى تكوين صورة مثالية عن الذات لتعويض هذا النقص. كما أن التنشئة الاجتماعية التي تركز على تقدير الذات والاعتزاز بالنفس قد تكون عاملاً مساهمًا في ظهور هذه الصفة. وبالإضافة إلى ذلك، قد تلعب الضغوط الاجتماعية والثقافية دورًا في تعزيز هذا السلوك، خاصةً ما يتعلق بالمعايير الجمالية والنجاح الاجتماعي.
علاج النرجسية لدى المرأة:
إن معالجة النرجسية لدى المرأة تتطلب جهودًا متكاملة على المستويات الفردية والأسرية والمجتمعية. على المستوى الفردي، يجب على المرأة ذات السمات النرجسية أن تكون على وعي بهذه الصفة وتأثيرها السلبي على حياتها وعلاقاتها. ومن ثم العمل على تطوير مهارات التواصل والاستماع الفعال، وتعزيز الثقة بالنفس دون الانغلاق على الذات. كما يجب أن تتعلم المرأة كيفية التعامل مع النقد والتأقلم مع الفشل بصورة صحية.
على المستوى الأسري، يلعب الدعم الأسري دورًا محوريًا في مساعدة المرأة على التخلص من النرجسية. فعلى الأهل والأزواج تقديم الحب والاهتمام دون شروط، وتشجيع المرأة على الاعتماد على الآخرين والتفاعل الاجتماعي. كما يجب تجنب التدليل المفرط الذي قد يعزز الصورة المثالية عن الذات.
أما على المستوى المجتمعي، فيتوجب العمل على تعديل المعايير الاجتماعية والثقافية التي تؤكد على قيم الظهور والتفوق والأنانية. بدلاً من ذلك، يجب تعزيز قيم التواضع والتعاطف والمساهمة في المجتمع. وكذلك توفير برامج توعوية وإرشادية للمساعدة في فهم هذه الظاهرة ومواجهتها بصورة صحية.
الخاتمة:
في الختام، يمكن القول إن علاج النرجسية لدى المرأة هو مسؤولية مشتركة بين الفرد والأسرة والمجتمع. فمن خلال التكامل بين الجهود الفردية والأسرية والمجتمعية، يمكن المساعدة في استعادة التوازن النفسي للمرأة ذات السمات النرجسية وتمكينها من بناء علاقات صحية وناجحة.
