مرض الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD) هو حالة مزمنة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، مما يسبب لهم عدم الراحة والألم ويُنغص حياتهم اليومية. إذا كنت واحدًا من العديد من الأفراد في الإمارات العربية المتحدة الذين يعانون من الارتجاع المَعِدي المريئي، فأنت لست وحدك. تهدف هذه المقالة إلى توفير الفهم العميق لظاهرة الارتجاع المَعِدي المريئي وأسبابه وأعراضه، وكذلك الأماكن التي يمكنك فيها العثور على أفضل أطباء الجهاز الهضمي في الإمارات العربية المتحدة، والأهم من ذلك، كيفية علاجه بشكل دائم.
ماذا نعرف عن مرض الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD)؟
يحدث الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD) عندما تفشل العضلات الحلقية الشكل التي تفصل المريء عن المعدة، والمعروفة باسم “العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES)”، في أداء وظيفتها بشكل صحيح. نتيجة لذلك، تتدفق أحماض المعدة عائدة باتجاه المريء، مما يسبب الالتهاب والتهيج وتضرر بطانة المريء. يؤدي ذلك أيضًا إلى مجموعة من الأعراض غير المريحة، بما في ذلك حُرقة المعدة والصدر، والارتجاع الحامضي، والانتفاخ المصحوب بصعوبة في عملية البلع.
مسببات الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD)
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة للارتجاع المَعِدي المريئي (GERD) ليست مفهومة بشكل كامل بعد، إلا أن هناك بعض العوامل التي يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة. وتشمل هذه العوامل:
- السِمنة: الوزن الزائد يزيد من الضغط على المعدة، مما يتسبب في تدفق أحماض المعدة عائدة إلى المريء.
- الحمل: التغيرات الهرمونية والضغط المستمر من الجنين المتنامي يمكن أن يُضعف من قوة العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES).
- التدخين: يتسبب التدخين في الإضرار بالعضلة العاصرة المريئية السفلية (LES) ويقلل من إفراز اللعاب الذي يُسهم في معادلة حمض المعدة وتقليل تأثيره حال ارتجاعه.
- الطعام والشراب: تناول الحمضيات مثل الليمون والطماطم، وكذلك الشوكولاتة، والأطعمة الغنية بالتوابل، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، جميعها تُحفز ظهور أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي.
- الأدوية: يُمكن لبعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية “NSAIDs” ومضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم أن تتسبب في ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES).
أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD)
يمكن أن تختلف أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD) من شخص لآخر، ولكن تشمل الأعراض الشائعة التي يشتكي منها المرضى عادة ما يلي:
- حُرقة المعدة والصدر: إحساس حارق في الصدر والحلق، وغالبًا ما يتفاقم بسبب الاستلقاء أو الانحناء للأسفل.
- الارتجاع الحمضي: وجود طعم حمضي أو مُر في الفم، مصحوبًا بإحساس بالطعام أو السائل الذي يصعد من المعدة عائدًا إلى الفم.
- الانتفاخ: شعور بعدم الراحة أو امتلاء المعدة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتجمع غازات البطن وكثرة التجشؤ.
- صعوبة في البلع: قد يعلق الطعام في الحلق أو الصدر، مما يؤدي إلى نوبات من السُعال أو الاختناق.
- القيئ أو القَلَس: تدفق الطعام أو الأحماض الهضمية من المعدة إلى الفم، ويحدث غالبًا في المساء.
تشخيص الارتجاع المَعِدي المريئي (GERD)
إذا كنت تعاني من أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي بشكل مستمر، فمن الضروري استشارة أخصائي الرعاية الصحية للحصول على تشخيص دقيق لحالتك. يتضمن التشخيص عادة ما يلي:
- التاريخ الطبي: سيسألك طبيبك عن الأعراض والتاريخ الطبي وعادات حياتك الطبيعية اليومية.
- الفحص البدني: فحص بدني شامل للتحقق من أي حالات أو ظروف كامنة.
- التنظير الداخلي: يتم إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا وضوء عبر الفم (مِنظار) لرؤية وتقييم حالة المريء والمعدة.
- اختبارات مسبار الحمض المتنقل: يتم إدخال جهاز من خلال فتحة الأنف لقياس مستويات الحمض في المريء.
- قياس ضغط المريء: عمل اختبار لقياس مستوى تقلصات العضلات في المريء.
العلاج الدائم للارتجاع المَعِدي المريئي (GERD)
على الرغم من عدم وجود “علاج” واحد للارتجاع المَعِدي المريئي، إلا أن مجموعة من التغييرات في نمط الحياة، مصحوبة بالعلاجات الطبية، والتدخلات الجراحية يمكن لها أن توفر راحة طويلة الأجل من هذه الحالة. فيما يلي بعض الطرق العملية لعلاج الارتجاع المَعِدي المريئي GERD بشكل دائم:
تغييرات في نمط الحياة
- الحفاظ على وزن صحي: عن طريق فقدان الوزن إذا لزم الأمر، حيث يمكن أن يقلل ذلك الضغط على المعدة ويخفف الأعراض.
- تجنب الأطعمة المحفزة: حدد وتجنب الأطعمة التي تسبب أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي.
- تناول وجبات أصغر وأكثر تكرارًا: قلل من خطر ارتجاع الحمض عن طريق تناول وجبات حجمها أصغر على مدار اليوم.
- تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام: انتظر ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل قبل الاستلقاء أو الذهاب إلى الفراش.
- ارفع مقدمة فراشك: ارفع مقدمة الفراش بمقدار ست إلى ثماني بوصات لتقليل ارتجاع الحمض أثناء النوم.
- إدارة الإجهاد: الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي. مارس تقنيات الحد من التوتر مثل اليوغا أو التأمل أو تمارين التنفس العميق.
العلاج الطبي والأدوية
- مضادات الحموضة ومثبطات الأحماض: يمكن للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مختصة معادلة حمض المعدة وتوفير إحساس سريع بالراحة. لكن يجب الامتناع عن تناول أي دواء دون توصية من الطبيب المختص.
التدخلات الجراحية
- تثنية/رأب القاع بالمنظار: إجراء جراحي طفيف التدخل يهدف إلى لف الجزء العلوي من المعدة حول قاع المريء السفلي، مما يقوي العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES).
- لينكس Linx: إجراء بالمنظار يتضمن زرع حلقة من الكريات (الخرز) المغناطيسية حول العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES) لمنع ارتجاع الحمض.
- تثنية/رأب القاع عبر الفم بدون شق جراحي (TIF): إجراء طفيف التدخل يستخدم جهازًا يتم إدخاله عن طريق فتحة الفم لتقوية العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES).
كلمات أخيرة
الارتجاع المَعِدي المريئي GERD هو حالة مزمنة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، لكنها ليست حالة منيعة لا يمكن هزيمتها. من خلال فهم الأسباب والأعراض وانتقاء خيارات العلاج المُثلى، يمكنك التحكم في صحتك والعثور على الراحة الدائمة. إذا كنت جاهزًا لتودع الارتجاع المَعِدي المريئي GERD تمامًا، قم بالاتصال بالمركز الطبي الملكيRoyal Medical Center اليوم لتحديد موعد استشارة طبية مع فريقنا من خبراء هذا المجال.
باختيارك للمركز الطبي الملكي Royal Medical Center، فأنت تتخذ الخطوة الأولى نحو حياة خالية من أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي GERD. يوفر المركز رعاية استثنائية، وتضمن خيارات جراحة اليوم الواحد أنه يمكنك العودة إلى حياتك اليومية بسرعة وثقة. لا تدع الارتجاع المَعِدي المريئي GERD يُعيقك أكثر من هذا – اتخذ إجراء اليوم وابدأ العيش في الحياة التي تستحقها.
