تناولت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الثلاثاء، الطريقة الإنسانية التي تعاملت بها دولة الإمارات، سواء في الداخل أو الخارج، مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، إضافة إلى الأوضاع في العراق، والأحداث الجارية في تركيا.
إنسانية في إدارة الأزمات
فتحت عنوان “إنسانية في إدارة الأزمات” قالت صحيفة البيان إن الأزمات لا يكفي لمواجهتها الخطط المدروسة والاستراتيجيات وفرق العمل الكفؤة فقط، بل تحتاج أيضاً لقيادة ذات حس إنساني عالٍ، وهذا ما تتمتع به دولة الإمارات، والذي بدا وضحاً منذ بداية أزمة وباء «كورونا» في الصين وانتشاره منها إلى كل أنحاء العالم، حيث انطلقت جهود دولة الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة، داخل الدولة وخارجها، وانطلقت طائرات دولة الإمارات بأطنان المساعدات للدول القريبة والبعيدة، وذهبت إلى بؤر تفشي الوباء لتنقل المحجوزين هناك.
وأضافت أن دولة الإمارات تحركت أيضا لمواجهة الأزمة في الداخل بثبات وعلى جميع المحاور في الوقت نفسه وفق منهج علمي متطور راعى وقاية الإنسان وحمايته أولاً بالغلق التدريجي، ومنع التجمعات، ثم كيفية وصول العلاج للجميع في أسرع وقت استناداً للتكنولوجيا الحديثة، وارتكازاً على الخبرات الطبية، وتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين أثناء العزل والحجر، مع ضمان عمل المؤسسات الحيوية دون خلل، ودعم الاقتصاد، ونالت الإمارات إشادات منظمة الصحة العالمية بأداء حكومتها في مواجهة هذه الجائحة داخل حدودها وخارجها.
واختتمت الصحيفة بالقول، “إن دولة الإمارات ضربت أروع النماذج في التعامل الإنساني في الخارج والداخل منذ بداية الأزمة، ويأتي إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم «من المواطنين والمقيمين»، كونه نموذجاً مثالياً لإنسانية القيادة الإماراتية، التي لا تنسى أحداً، وقال سموه «أصحاب الهمم لهم دورهم في البناء والتنمية، وبإذن الله، نسعى إلى توفير أقصى درجات الوقاية والصحة لمجتمع الإمارات بكل أطيافه» ..إنها الإمارات بلد الخير والإنسانية في الأزمات وفي كل زمان ومكان”.
مؤشرات إيجابية
من ناحيتها وتحت عنوان “مؤشرات إيجابية” قالت صحيفة الاتحاد، “إن آمالا واسعة برزت في العراق حول تسريع تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء المكلف، الذي تلقى رسائل دعم واضحة من قوى سياسية متعددة تمكنه من الحصول على ثقة الأغلبية البرلمانية قريباً”.
وأضافت الصحيفة أن الإمارات في ترحيبها بتكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة، وتمنياتها التوفيق في مهامه، أعربت عن أملها في أن يلبي ذلك تطلعات الشعب العراقي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وأن تتوافق وتتكاتف جميع القوى السياسية والشعبية في جهودها لضمان مستقبل أفضل للعراق وللعراقيين.
وأوضحت أن الكاظمي الذي تعهد بتشكيل حكومة تلبي أولويات العراقيين، على قاعدة «أنها ستكون خادمة للشعب بالأفعال وليس بالأقوال»، حدد منذ البداية خريطة طريق واضحة قائمة على مكافحة الفساد، والسيطرة على «كل السلاح»، وحصره بيد الدولة فقط.
واختتمت بالقول، “إن العراق يحتاج الخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية، واستعادة ثقة الشارع الذي انتفض ضد الفساد والطائفية منذ نوفمبر الماضي ..والكاظمي الذي وصفه الرئيس العراقي برهم صالح بالشخصية النزيهة والمعتدلة، لديه فرصة كبيرة لدفع العراقيين على اختلاف أطيافهم إلى الالتفاف حول حكومته المقبلة، والسير قدماً إلى الأمام”.
أزمة أردوغان الداخلية
من جانبها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان “أزمة أردوغان الداخلية”، “إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يحسن التعامل مع القضايا السياسية والأمنية الداخلية، لهذا بدأت الخلافات تنخر جسد الدولة التي يديرها بقبضة حديدية منذ تسلمه السلطة، وتجسدت تلك الخلافات في الاستقالة التي قدمها واحد من أهم أركان حكمه، وهو وزير الداخلية سليمان صويلو، وأحدثت تصدعاً في مؤسسة الحكم، وأثبتت فشلاً في إدارة الأزمة الناتجة عن انتشار فيروس كورونا في تركيا، بعدما تجاوز عدد المصابين به عشرات الآلاف، فيما بلغ عدد الوفيات ما يقرب من 1200 شخص”.
وأضافت أن استقالة صويلو جاءت في ضوء البلبلة التي خلفها قراره بمنع حظر التجول في البلاد على مدى يومين في 31 ولاية، من دون دراسة ولا تشاور مع الأجهزة المختصة، على الرغم من أنه أكد أن ذلك يأتي «بناء على توجيهات رئيسنا»، وهو ما انتقده العديد من حكام الولايات الذين أكدوا أنهم لم يبلغوا بالقرار إلا قبل ساعات من تطبيقه، ما أثار موجة من الغضب الشعبي، خاصة بعد أن شهدت مدن عدة أعمال شغب في شوارعها سعياً للحصول على رغيف الخبز، وبقية الاحتياجات الضرورية.
ولفتت إلى أن أردوغان حاول إنقاذ الوزير الذي يعد القبضة الحديدية التي يحكم بها البلاد، فأعلن رفضه الاستقالة التي قدمها، أملاً في تدارك أزمة لا شك في أنها ستترك آثارها مستقبلاً على مصداقية أردوغان وإدارته، بعدما انشغل طوال السنوات القليلة الماضية في الحرب ضد سوريا، في محاولة منه لتغيير ديموغرافية هذا البلد والتأثير في سيادته على أرضه، ومحاولة أن يكون صاحب قرار في ترتيب مرحلة ما بعد انتهاء الحرب التي تشهدها سوريا منذ ما يزيد على تسع سنوات.
وذكرت الصحيفة أن استقالة الوزير صويلو دليل على شرخ عميق يزداد يومياً في إدارة أردوغان، فالرجل لعب دوراً كبيراً وبارزاً في قمع المعارضة عام 2016، وهو ما انعكس في البيان الذي أصدرته الرئاسة التركية رفضاً للاستقالة، بالقول إن ذلك يأتي «نظراً للإنجازات التي حققها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة حتى يومنا هذا»، لكن الصور التي بثتها القنوات التلفزيونية التركية لحالات الفوضى التي سادت مختلف الولايات، أظهرت عجزاً واضحاً في إدارة التعامل مع فيروس «كورونا»، وقد اعترف الوزير نفسه بالتقصير، عندما أشار إلى أن «كل الخبرات والمسؤوليات التي كنت أمتلكها يجب ألا تؤدي إلى مثل هذه الحوادث التي جرت».
وقالت الصحيفة في ختام افتتاحياتها، “إن الوزير كان يشير إلى حالة الهلع التي سادت البلاد، ورافقتها عمليات فوضى وإطلاق نار في بعض الشوارع، إضافة إلى مشاجرات أمام محلات البقالة وأفران الخبز، بسبب نقص الغذاء، ما أظهر إدارة سيئة للأوضاع في الداخل، وتخبطاً بدا واضحاً على أجهزة ومؤسسات الدولة، التي يحكمها أردوغان بالحديد والنار”.