متابعة: نازك عيسى
تُعتبر تغيرات المناخ من أعظم التهديدات التي تواجه الصحة العامة على الإطلاق، حيث ترتبط ارتفاع درجات الحرارة بتدهور الحالة الصحية، خاصة في الفئات السكانية الضعيفة مثل النساء الحوامل والأطفال.
في مراجعة حديثة شملت بيانات من 29 دراسة تغطي فترة تقارب 100 عام، بحث فريق من جامعة ويتووتر ستراند في جنوب أفريقيا تأثير الحرارة على الصحة ونتائج الحمل، حيث كشفوا عن مجموعة من المخاطر الصحية التي تواجه الأمهات وأطفالهن نتيجة التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.
وكان العلماء قد أظهروا سابقًا أن التعرض للحرارة يزيد من خطر الولادة المبكرة. وتبرز الأبحاث الجديدة روابط مقلقة بين التعرض لطقس شديد الحرارة ونتائج الحمل.
وأُجريت معظم هذه الدراسات في دول الشمال ذات المناخات الباردة، بينما تم تنفيذ بعضها في المناطق الجنوبية حيث ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 32 درجة مئوية.
تأثير الحرارة
تشير النتائج إلى أن تأثيرات الحرارة على الجنين أثناء الحمل تحدث عبر مسارات متعددة، بما في ذلك تدهور صحة الأم نتيجة أمراض مثل تسمم الحمل والسكري. وهناك أيضًا تأثير اقتصادي، حيث يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بانخفاض الدخل للأم أو الأسرة، مما يؤثر على جودة الرعاية الصحية التي تتلقاها الحامل.
أما التأثير المباشر على نمو الطفل، فيتجلى خاصة في الجهاز العصبي، حيث يمكن أن تسبب الحرارة عيوبًا خلقية. وأشارت بعض الدراسات إلى إمكانية تغيير الحمض النووي للجنين بشكل مباشر من خلال التغيرات في التوقيع الجيني، وهي آلية تطورية تساعد في التكيف مع البيئة من خلال تشغيل الجينات وإيقافها.
توصيات
ينصح السيدات الحوامل باتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، مثل البقاء في أماكن مكيفة، وترطيب الجسم بانتظام، وارتداء ملابس مريحة، وتجنب الإجهاد الحراري من خلال الابتعاد عن الأماكن غير المظللة.