متابعة: نازك عيسى
يعرف معظمنا “اكتئاب الشتاء”، ولكن هناك أيضًا اكتئاب الصيف، الذي يمكن أن يتفاوت في درجاته ويحتاج إلى التعامل معه بشكل صحيح، وهو ما لا يدركه الكثيرون.
عندما نسمع عن اضطراب المزاج الموسمي (SAD)، نميل إلى ربطه باكتئاب الشتاء. لكن اضطراب المزاج الموسمي هو نوع من الاكتئاب يتأثر بوقت السنة والضوء والطقس. تحدث الأعراض عادة خلال الخريف أو أوائل الشتاء، وتتحسن خلال الربيع والصيف.
اكتئاب الصيف
ما يلفت الانتباه هو أن بعض الأشخاص يعانون من النمط المعاكس، حيث تبدأ أعراض الاكتئاب في الربيع أو الصيف. قد تكون الأعراض خفيفة في البداية ثم تتطور لتصبح أكثر حدة. وعلى الرغم من أن سبب الاكتئاب الصيفي غير معروف بشكل دقيق، فقد تشمل العوامل المساهمة المحتملة الحرارة، الرطوبة، والأيام الطويلة. كما أن هناك عوامل ضغط إضافية تحدث خلال فصل الصيف، مثل اضطراب الروتين أو الجدول الزمني بسبب الإجازة أو غياب الأطفال عن المدرسة.
تشمل العوامل الأخرى التي قد تسهم في اكتئاب الصيف التغيير في عادات النوم والأكل بسبب اضطراب الروتين، وعدم القدرة على المشاركة في بعض النشاطات الصيفية أو الأنشطة الخارجية بسبب محدودية الموارد المالية، والأسباب الصحية التي تمنع المشاركة في الأنشطة الصيفية، مما يؤدي إلى العزلة والحزن والشعور بالوحدة. القلق بشأن المظهر الجسدي هو أيضًا من ضمن عوامل الضغط.
الأعراض
تتضمن الأعراض النموذجية لاكتئاب الصيف ما يلي:
– الحزن وانخفاض الحالة المزاجية
– الشعور بالقلق
– الشعور بالانفعال
– انخفاض الشهية
– فقدان الوزن
– صعوبة النوم والأرق
في حين أنه من الطبيعي أن يعاني الشخص من تقلبات في المزاج وبعض التغيرات في الشهية والنوم، إلا أن اكتئاب الصيف حالة أكثر حدة، حيث تسبب الأعراض ضائقة كبيرة وقد تتداخل مع الأداء اليومي، مثل العمل أو المدرسة أو الحياة الشخصية. وفي حال أصبحت الأعراض شديدة ومكثفة، فقد تنتج أفكار انتحارية واضطرابات كبيرة في الحياة.
العلاج
وجدت الأبحاث أن هناك عددًا من العلاجات المفيدة لاكتئاب الصيف، بما في ذلك العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي. وينصح الخبراء باستشارة أخصائي الصحة العقلية وعدم مواجهة هذا النوع من الاكتئاب دون اتخاذ إجراءات. من الضروري تجنب أي عادات ضارة للتعامل مع هذه الحالة.
يمكن تنفيذ استراتيجيات مواجهة مختلفة للتعامل مع اكتئاب الصيف، منها:
– تجنب الانسحاب الاجتماعي والعزلة الاجتماعية
– محاولة الانخراط في النشاطات
– المشاركة في التمارين البدنية المنتظمة
الحفاظ على نظام غذائي صحي وجدول منتظم للأكل يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم والمزاج ومستوى الطاقة. كما ينصح بالبحث في أسباب الاكتئاب، والتعلم من التجارب السابقة، وخاصة في الجوانب التي تسبب التوتر والقلق، ومحاولة حل المشكلات التي أدت إلى الضائقة.