متابعة بتول ضوا
لطالما شغل سؤال العلاقة بين المال والسعادة أذهان الفلاسفة وعلماء النفس لقرون. يرى البعض أن المال هو مفتاح السعادة، بينما يرى آخرون أنّه مجرّد أداة يمكن استخدامها لتحقيق أشياء أخرى تُسعدنا.
في دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة برينستون الأمريكية، سعى العلماء إلى فهم هذه العلاقة بشكل أفضل. شملت الدراسة أكثر من 4000 فرد من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وقام الباحثون بتحليل بيانات دخلهم ومستويات سعادتهم على مدار فترة زمنية محددة. أظهرت نتائج الدراسة ما يلي:
ارتباط محدود بين المال والسعادة: وجد الباحثون أنّ هناك ارتباطًا إيجابيًا بين المال والسعادة، ولكن هذا الارتباط محدود. بمعنى آخر، كلما زاد دخل الفرد، زاد شعوره بالسعادة، ولكن هذا التأثير يبدأ في التناقص بعد الوصول إلى مستوى معين من الدخل.
التأثيرات النفسية أهم من التأثيرات المادية: أظهرت الدراسة أنّ التأثيرات النفسية للمال على السعادة أهم من التأثيرات المادية. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالسعادة عند شراء شيء جديد، ولكن هذه السعادة غالبًا ما تكون قصيرة الأمد. من ناحية أخرى، فإنّ الشعور بالأمان المالي وتقليل التوتر المتعلق بالمال يمكن أن يُساهم في تحقيق سعادة أكثر ديمومة.
العلاقات الاجتماعية أهم من المال: أظهرت الدراسة أيضًا أنّ العلاقات الاجتماعية أهم من المال في تحقيق السعادة. وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع العائلة والأصدقاء هم أكثر سعادة من أولئك الذين ليس لديهم مثل هذه العلاقات، بغض النظر عن مستوى دخلهم.
ما الذي يمكننا استنتاجه من هذه الدراسة؟
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنّ المال ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد سعادتنا. بينما يمكن للمال أن يلعب دورًا في تحقيق السعادة، إلا أنّ هناك عوامل أخرى أكثر أهمية، مثل العلاقات الاجتماعية والصحة النفسية