متابعة- يوسف اسماعيل
بالعصر الحديث الذي نعيشه اليوم، أصبحت مشاعر القلق والخوف من الآخرين شائعة ومنتشرة بشكل ملحوظ. فقد أحدثت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي شهدها العقود الأخيرة تحولات كبيرة في نمط حياة الناس وعلاقاتهم ببعضهم البعض. وأدت هذه التطورات إلى زيادة مشاعر الاغتراب والعزلة لدى الكثيرين، مما زاد من قلقهم واضطرابهم تجاه الآخرين والعالم المحيط بهم.
أسباب الخوف من الاختلاط بالناس وطرق علاجه:
أولا، إن تعقيد الحياة المعاصرة وزيادة وتيرة التغيير فيها أدى إلى شعور الناس بفقدان السيطرة على أمور حياتهم. ففي عصر التكنولوجيا والمعلومات السريعة، أصبح من الصعب على الإنسان متابعة كل ما يجري حوله، مما يسبب له الشعور بالقلق والخوف من المجهول. كما أن تقلص العلاقات الاجتماعية الحميمة وتزايد معدلات العزلة الاجتماعية جعل الكثير من الناس يشعرون بالانفصال عن المجتمع ويخافون من التفاعل مع الآخرين.
ثانيا، تزايد معدلات الجريمة والعنف في المجتمعات الحديثة أدى إلى انتشار مشاعر الخوف والقلق بين الناس. فالأخبار المتكررة عن الاعتداءات والجرائم الإرهابية والعنف المنزلي وغيرها من أشكال العنف جعلت الناس يشعرون بانعدام الأمان في حياتهم اليومية. وأصبح الكثير منهم يتوجسون من التفاعل مع الآخرين والتواجد في الأماكن العامة خوفا من تعرضهم للضرر.
ثالثا، ارتفاع معدلات البطالة والفقر في المجتمعات الحديثة أوجد لدى الناس مشاعر قلق وتوتر بشأن مستقبلهم الوظيفي والمادي. فالشعور بعدم الأمان الوظيفي والقلق من فقدان الوظيفة أو انخفاض الدخل جعل الكثير منهم يشعرون بالخوف والقلق تجاه الآخرين المنافسين لهم على فرص العمل.
وأخيرا، أدى تزايد التركيز على الفردية والمنافسة في المجتمع الحديث إلى زيادة مشاعر الغربة والاغتراب لدى الناس. فالتركيز المفرط على النجاح الشخصي والمادي والتقليل من أهمية العلاقات الاجتماعية الحميمة جعل الناس يشعرون بالوحدة والعزلة رغم وجودهم وسط مجتمع كبير. وهذا بدوره زاد من مخاوفهم من الاندماج والتفاعل مع الآخرين.