متابعة- يوسف اسماعيل
لا شك أن البكاء من السلوكيات الطبيعية والصحية للأطفال، والتي تعد وسيلة أساسية للتعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم. فالبكاء ليس مجرد صوت عال مزعج، بل هو وسيلة تواصل مهمة بين الطفل وأسرته. إنه يمثل لغة الطفل الأولى التي يستطيع من خلالها التعبير عن حاجاته ومشاعره تجاه ما يحيط به. ومع ذلك، ما زال البكاء موضوع جدل بين الكثير من الآباء والأمهات الذين ينظرون إليه على أنه إزعاج وسلوك غير مرغوب فيه.
فوائد مذهلة للبكاء على صحة أطفالك:
ولكن في الحقيقة، للبكاء العديد من الفوائد التي لا ينبغي تجاهلها، فهو ليس مجرد صوت عالٍ ينبغي السيطرة عليه أو تجاهله، بل هو وسيلة حيوية للتنفيس عن المشاعر والانفعالات السلبية التي يعاني منها الطفل. فعندما يبكي الطفل، فإنه يطلق سراح هرمونات الإندورفين والأوكسيتوسين في جسمه، والتي تساعد على تخفيف الألم والتوتر النفسي والجسدي.
كما أن البكاء له دور مهم في تعزيز التواصل بين الطفل وأسرته، فعندما يبكي الطفل، فإنه يثير انتباه الوالدين أو مقدمي الرعاية ليكونوا أكثر استجابة لاحتياجاته. وبالتالي، فإن الاستجابة المناسبة من الوالدين تساعد على بناء علاقة قوية ومترابطة بينهم وبين طفلهم.
علاوة على ذلك، فإن البكاء يساعد الطفل على تطوير مهارات التعبير عن المشاعر والتنظيم الانفعالي. فعندما يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره بالبكاء، فإنه يكتسب القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والتخفيف من التوتر والقلق. وبمرور الوقت، يتطور لديه القدرة على استخدام طرق أخرى للتعبير عن مشاعره، مثل الكلام أو الرسم أو اللعب.
من ناحية أخرى، فإن البكاء له أهمية كبيرة في عملية النمو والتطور الجسدي والعقلي للطفل. فعندما يبكي الطفل، فإنه يساعد على تنشيط أجهزة جسمه المختلفة، مثل الجهاز التنفسي والدوري والعصبي، مما يعزز صحته ويساعد على نموه السليم. كما أن البكاء يساعد على تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الطفل.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن البكاء ليس علاجًا شاملاً لجميع مشكلات الطفل. فقد يكون هناك أسباب أخرى كامنة وراء بكاء الطفل، مثل الجوع أو الإرهاق أو المرض أو الألم. لذلك، على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بأسباب بكاء طفلهم وأن يستجيبوا لها بطريقة مناسبة.