متابعة- يوسف اسماعيل
تعتبر مشكلة كثرة اللعاب من المشاكل الشائعة التي يعاني منها الكثير من الناس، خاصة الأطفال والمراهقين. ويُعد هذا الأمر مصدر قلق كبير للكثير من الآباء والأمهات، نظرًا لما لها من تأثيرات سلبية على صحة وسلوك الأفراد.
في هذا المقال، سنتطرق إلى أهم أسباب كثرة اللعاب وكذلك تأثيراتها على الصحة النفسية والجسدية للفرد.
أولاً، من أهم أسباب كثرة اللعاب هي التكنولوجيا والإنترنت. فقد أصبح لدينا الآن الكثير من الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية والحواسيب المحمولة، والتي تتيح لنا الوصول إلى العديد من التطبيقات والألعاب الإلكترونية في أي وقت. وقد أدى هذا إلى زيادة الإقبال على هذه الألعاب وأصبح الكثير من الناس مدمنين عليها، حيث يقضون ساعات طويلة في اللعب دون وعي.
ومن الأسباب الأخرى لكثرة اللعاب هو البحث عن المتعة والترفيه. فكثير من الأفراد يلجؤون إلى اللعب كوسيلة للهروب من الضغوطات اليومية والتخفيف من التوتر والقلق. وقد أشارت الدراسات إلى أن اللعب يطلق هرمونات السعادة في الدماغ مما يجعل الفرد يشعر بالراحة النفسية. ولكن المشكلة تكمن في الإفراط في هذا الأمر، حيث يؤدي ذلك إلى إهمال المسؤوليات الحياتية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون السبب في كثرة اللعاب هو الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية. فكثير من الأفراد، خاصة الأطفال والمراهقين، قد يلجؤون إلى اللعب الإلكتروني كوسيلة للتواصل مع الآخرين والشعور بالانتماء إلى مجموعة. ولكن مع الوقت، قد يؤدي هذا إلى انعزال الفرد عن محيطه الاجتماعي الحقيقي وقلة التفاعل وجهاً لوجه مع الآخرين.
أما عن التأثيرات السلبية لكثرة اللعاب، فهناك العديد منها على الصحة البدنية والنفسية للفرد. فعلى الصعيد الجسدي، قد يؤدي الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات إلى مشاكل صحية مثل السمنة والأرق وآلام العضلات والعيون. كما أن الإفراط في اللعب قد يؤثر سلبًا على النوم والنظام الغذائي للفرد.
وعلى الصعيد النفسي، فإن كثرة اللعاب قد تؤدي إلى الإدمان والاضطرابات العاطفية كالقلق والاكتئاب. كما أنها قد تؤثر على مستوى التركيز والإنجاز الأكاديمي والمهني للفرد. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي الإدمان على اللعب إلى انسحاب اجتماعي وعزلة كاملة عن المحيط.