متابعة: نازك عيسى
أفادت دراسة جديدة أن تقليص العلاج لثلاثة أنواع من السرطان، وهي سرطان المبيض والمريء والدم، يمكن أن يجعل الحياة أسهل للمرضى دون التأثير على النتائج الإيجابية للعلاج.
كان البحث في مجال السرطان قبل 30 عاماً يركز على زيادة جرعات العلاج بشكل مكثف. مثال صارخ على ذلك هو دفع المريضات بسرطان الثدي المتقدم إلى حافة الموت بجرعات هائلة من العلاج الكيميائي وزرع نخاع العظم، والذي لم يكن أكثر فعالية من العلاج الكيميائي العادي وأدى إلى معاناة كبيرة للمريضات.
استندت الدراسة إلى بيانات من عدة دول، منها ألمانيا وفرنسا والنمسا وسويسرا وهولندا والدنمارك والسويد والنرويج وأستراليا ونيوزيلندا.
ووجد باحثون من المعهد الوطني للسرطان في فرنسا أنه من الآمن تجنب إزالة الغدد الليمفاوية التي تبدو صحية أثناء الجراحة لسرطان المبيض المتقدم. قارنت الدراسة النتائج لـ 379 مريضة، حيث تمت إزالة الغدد الليمفاوية لنصفهن ولم تُزل للنصف الآخر. بعد 9 سنوات، لم يكن هناك فرق في مدة حياة المريضات اللاتي خضعن لجراحة أقل تطرفاً، بل كانت هناك معاناة أقل من المضاعفات.
في الجزء الألماني من الدراسة، قارن الباحثون نتائج العلاج لـ 438 شخصاً مصاباً بنوع من سرطان المريء يمكن علاجه بالجراحة. تلقى نصفهم خطة علاج مشتركة تضمنت العلاج الكيميائي والجراحة على المريء، بينما تلقى النصف الآخر علاجاً يشمل الإشعاع أيضاً. بعد 3 سنوات، كان 57% ممن تلقوا العلاج الكيميائي والجراحة على قيد الحياة، مقارنة بـ 51% ممن تلقوا العلاج الكيميائي والجراحة والإشعاع.
وفي بحث ثالث عن سرطان الدم، وجد الباحثون أنه بعد 4 سنوات، حافظ العلاج الكيميائي الأقل قسوة على المرض تحت السيطرة لدى 94% من الأشخاص، مقارنة بـ 91% ممن تلقوا العلاج الأكثر كثافة.
تقدم هذه الدراسة دليلاً قوياً على أن الجرعات العلاجية الأقل قد تكون الخيار الأفضل، مما يسهل حياة المرضى ويقلل من معاناتهم دون المساس بفعالية العلاج.